نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 54
فإذا لم يكن لهؤلاء القوم الذين أخبر اللّه عن بوارهم مقام صالح فى الأرض، و لا عمل كريم يرفع إلى السماء جاز أن يقال: فما بكت عليهم السماء و الأرض.
و يمكن فى الآية وجه خامس، و هو أن يكون البكاء فيها كناية عن المطر و السّقيا؛ لأن العرب تشبّه المطر بالبكاء، و يكون معنى الآية أنّ السماء لم تسق قبورهم، و لم تجد عليهم بالقطر؛ على مذهب العرب المعروف فى ذلك؛ لأنهم كانوا يستسقون السحائب لقبور من فقدوه من أعزّائهم، و يستنبتون لمواقع حفرهم الزّهر و الرّياض؛ قال النابغة:
فلا زال قبر بين تبنى و جاسم # عليه من الوسمىّ طلّ و وابل [1]
فينبت حوذانا و عوفا منوّرا # سأتبعه من خير ما قال قائل [2]
و كانوا يجرون هذا الدعاء مجرى الاسترحام [3] ، و مسألة اللّه تعالى لهم الرضوان، و الفعل الّذي أضيف إلى السماء-و إن كان لا يجوز إضافته إلى الأرض-فقد يصح عطف الأرض على السماء بأن يقدر لها فعل يصح نسبه إليها، و العرب تفعل مثل هذا؛ قال الشاعر:
سقى الغيث قبرا بين بصرى و جاسم # بغيث من الوسمىّ قطر و وابل
و تبنى و جاسم: موضوعان بالشام. و فى حاشيتى الأصل، ف: «الوسمى: أول المطر، و هو الّذي يأتى فى الخريف، و الخريف عند العرب ربيع، و الربيع صيف، و الصيف قيظ» .
[2] حاشية ف: «فينبت، النصب فى جواب التمنى، و الحوذان: نبت، يقال له بالفارسية مشكك، و عوف:
نبت أيضا، و منورا: أخرج النور» .
و قال البطليوسى شارح الديوان: «الحوذان و العوف نباتان؛ إلا أن الحوذان أطيب رائحة؛ و أنشد سيبويه هذا البيت بالرفع؛ و لم يجعله جوابا؛ أراد: و ذاك ينبت حوذانا، أى ينبت الحوذان على كل حال» .
[3] حاشية الأصل: «قال مولانا عليه السلام عن ابن الأعرابى: إن العرب إنما تستسقى القبور لأنها إذا سقيت و عم القطر أعشب المكان؛ فحضره القوم للرعى، و ترحموا على الموتى» .
[4] حواشى الأصل، ت، ف: «روى: «قد غدا متقلدا» ؛ و إذا روى «فى الوغى» كان «متقلدا» نصبا على الحال. و قوله: «فى الوغى» خبر ليت» .
غ
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 54