فإنما وصف أعاليه بالجفوف؛ ليكون متفرقا متنضّدا غير متلبّد و لا مجتمع؛ فيشبه حينئذ الثغور، ثم قال: «و أسفله ند» حتى لا يكون قحلا يابسا، بل يكون فيه الغضاضة و الصّقالة، فيشبه غروب الأسنان التى تلمع و تبرق.
و روى الرياشىّ قال: سمعت الأصمعىّ يقول: أحسن ما قيل فى وصف الثّغر قول ذى الرّمة:
و تجلو بفرع من أراك كأنّه # من العنبر الهندىّ و المسك يصبح [2]
ذرا أقحوان واجه الليل و ارتقى # إليه النّدى من رامة المتروّح [3]
هجان الثّنايا مغربا لو تبسّمت # لأخرس عنه كاد بالقول يفصح [4]
[1] ديوانه: 31. الأقحوان: نبت له نوار أصفر، حواليه ورق أبيض و فى حاشيتى الأصل، ف: «ضمن اللجام الحرانى هذا البيت فى هجو فجعله آبدة من الأوابد فقال:
يا سائلى عن جعفر، علمى به # رطب العجان و كفّه كالجلمد