نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 478
يقول القائل: كنت هممت بفلان، و قد همّ فلان بفلان؛ أى بأن يوقع به ضربا أو مكروها.
فإن قيل: فأىّ معنى لقوله تعالى: لَوْ لاََ أَنْ رَأىََ بُرْهََانَ رَبِّهِ و الدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟
قلنا: يمكن أن يكون الوجه فى ذلك أنه لما همّ بدفعها و ضربها أراه اللّه برهانا على أنه إن أقدم على ما همّ به أهلكه أهلها و قتلوه، أو أنها تدّعى عليه المراودة على القبيح و تقذفه بأنه دعاها إليه، و أنّ ضربه؟؟؟؟؟لامتناعها، فيظنّ به ذلك من لا تأمّل له، و لا علم بأنّ مثله لا يجوز عليه، فأخبر اللّه تعالى بأنه صرف بالبرهان عنه السوء و الفحشاء، و يعنى بذلك القتل و المكروه اللّذين كانا يوقعان به، لأنهما يستحقان الوصف بذلك من حيث القبح، أو يعنى بالسوء و الفحشاء ظنّهم به ذلك.
فإن قيل: هذا الجواب يقتضي أنّ جواب فَلَوْ لاََ يتقدّمها، و يكون التقدير: لو لا أن رأى برهان ربّه لهمّ بضربها و دفعها، و تقدّم جواب فَلَوْ لاََ قبيح غير مستعمل، أو يقتضي أن تكون فَلَوْ لاََ بغير جواب.
قلنا: أما تقدّم جواب فَلَوْ لاََ فجائز، و سنذكر ما فيه عند الجواب المختص بذلك، غير أنّا لا نحتاج إليه فى هذا الجواب، لأنّ الهمّ بالضرب قد وقع، إلا أنه انصرف عنه بالبرهان؛ و التقدير: و لقد همت به و همّ بدفعها لو لا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك، فالجواب فى الحقيقة محذوف، و الكلام يقتضيه، كما حذف الجواب فى قوله تعالى: وَ لَوْ لاََ فَضْلُ اَللََّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اَللََّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ؛ [النور: 20]، معناه: و لو لا فضل اللّه عليكم و رحمته لهلكتم، و مثله: كَلاََّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اَلْيَقِينِ. `لَتَرَوُنَّ اَلْجَحِيمَ ؛ [التكاثر: 5، 6]، معناه: لو تعلمون علم اليقين لم تتنافسوا فى الدنيا، و تفاخروا بها؛ و قال امرؤ القيس:
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 478