كأنّ قلوب الطّير فى جوف وكرها # نوى القسب يلقى عند بعض المآدب [2]
أراد جمع مأدبة.
و قد روى هذا الحديث بفتح الدال «مأدبة» ، و قال الأحمر: المراد بهذه اللفظة مع الفتح هو المراد بها مع الضمّ.
و قال غيره: المأدبة، بفتح الدال «مفعلة» من الأدب؛ معناه أنّ اللّه تعالى أنزل القرآن أدبا للخلق، و تقويما لهم، و إنما دخلت الهاء فى مأدبة و مأدبة، و القرآن مذكّر، لمعنى المبالغة؛ كما قالوا: هذا شراب مطيبة للنفس؛ و كما قال عنترة:
و جرى ذلك مجرى قولهم: رجل علاّمة و نسّابة/فى باب المدح على جهة التشبيه بالداهية، و رجل هلباجة [4] فى باب الذم على جهة التشبيه بالبهيمة.
ذكر أنواع المآدب و أسمائها و ما ورد فى ذلك من الشعر:
و يقال لطعام الإملاك: وليمة، و لطعام الختان: العذيرة، و لطعام الزّفاف: العرس، و لطعام بناء الدار: الوكيرة، و لطعام حلق [5] الشعر: العقيقة، و لطعام القادم من السفر: النّقيعة، و لطعام النّفاس: الخرس، و الّذي تطعمه النّفساء: الخرسة، قال الشاعر:
إذا النّفساء لم تخرّس ببكرها # غلاما و لم يسكت بحتر فطيمها [6]
[6] ت: «بختر» و البيت للأعلم الهذلى؛ كما فى اللسان (خرس-حتر) ، و هو أيضا فى المقاييس 2: 167، و فى حواشى الأصل، ت، ف: «كأنه يصف سنة، و أن النفساء المنفوسة بالبكر الغلام لا تخرس، و لا يسكت فطيمها بأدنى شيء» .
غ
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 355