responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 354

تأويل خبر : «إنّ هذا القرآن مأدبة اللّه...

إن سأل سائل عن الخبر الّذي يرويه نافع عن أبى إسحاق الهجرىّ عن أبى الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنّه قال: «إنّ هذا القرآن مأدبة اللّه، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم؛ و إنّ أصفر البيوت لجوف‌ [1] أصفر من كتاب اللّه تعالى»

فقال: ما تأويله؟و كيف بيان غريبه؟.

الجواب؛ قلنا: المأدبة فى كلام العرب هى الطعام، يصنعه‌ [2] الرجل و يدعو/الناس إليه؛ فشبه النبىّ صلى اللّه عليه و آله ما يكتسبه الإنسان من خير القرآن و نفعه و عائدته عليه إذا قرأه و حفظه؛ بما يناله المدعوّ من طعام الداعى و انتفاعه به؛ يقال: قد أدب الرجل يأدب فهو آدب؛ إذا دعا الناس إلى طعامه. و يقال للمأدبة المدعاة؛ و ذكر الأحمر أنه يقال فيها أيضا:

مأدبة، بفتح الدال؛ قال طرفة:

نحن فى المشتاة ندعو الجفلى # لا ترى الآدب فينا ينتقر [3]

و معنى «الجفلى» أنه عمّ بدعوته و لم يخصّ بها قوما دون قوم، و النّقرى إذا خصّ بها بعضا دون بعض، و معنى «ينتقر» من النّقرى؛ قال بعض هذيل:

و ليلة يصطلى بالفرث جازرها # يختصّ بالنّقرى المثرين داعيها [4]

لا ينبح الكلب فيها غير واحدة # عند الصّباح و لا تسرى أفاعيها

معنى «يصطلى بالفرث جازرها» أن الجازر إذا شقّ فيها الكرش أدخل يده لشدّة البرد فى الفرث مستدفئا به. و معنى: «يختصّ بالنّقرى المثرين داعيها» ؛ أنه يخصّ بدعائه إلى طعامه الأغنياء الذين يطمع من جهتهم فى المكافأة، و قال الآخر:


[1] حاشية ت (من نسخة) : «لبيت» .

[2] ت: «يضعه» .

[3] ديوانه: 68.

[4] البيتان من مقطوعة فى (ديوان الهذليين 3: 126) ، منسوبة إلى جنوب فى رثاء أخيها عمرو ذى الكلب.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست