responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 344

تأويل خبر آخر : «ما من أحد يدخله عمله الجنة، و ينجيه من النار»

إن سأل سائل عن الخبر الّذي يرويه أبو هريرة عن النبي عليه السلام أنه قال: «ما من أحد يدخله عمله الجنة، و ينجيه من النار» ، قيل: و لا أنت يا رسول اللّه؟قال: «و لا أنا؛ إلاّ أن يتغمّدنى اللّه برحمة منه و فضل» ، يقولها ثلاثا.

فقال: أ و ليس فى هذا دلالة على أنّ اللّه تعالى يتفضّل بالثواب، و أنه غير مستحق عليه؟ و مذهبكم بخلاف ذلك.

الجواب، قلنا: فائدة الخبر و معناه بيان فقر المكلّفين إلى اللّه تعالى، و حاجتهم إلى ألطافه و توفيقاته و معوناته، و أنّ العبد لو أخرج إلى نفسه، و قطع اللّه تعالى موادّ المعونة و اللطف عنه لم يدخل/بعمله الجنة، و لا نجا من النار؛ فكأنه عليه السلام أراد أنّ أحدا لا يدخل الجنة بعمله الّذي لم يعنه اللّه تعالى عليه، و لا لطف له فيه، و لا أرشده إليه؛ و هذا هو الحق الّذي لا شبهة فيه؛ فأما الثواب فما نأبى القول بأنه تفضّل؛ بمعنى أنّ اللّه تعالى تفضّل بسببه الّذي هو التكليف، و لهذا نقول: إنه لا يجب على اللّه تعالى شي‌ء ابتداء، و إنما يجب عليه ما أوجبه على نفسه، فالثواب مما كان أوجبه على نفسه بالتكليف؛ و كذلك التمكين و الإلطاف، و كل ما يجلبه و يوجبه التكليف، و لو لا إيجابه له على نفسه بالتكليف لما وجب.

فإن قيل: فقد سمى الرسول ما يفعل به فضلا فقال: «إلاّ أن يتغمّدنى اللّه برحمة منه و فضل» ، قلنا هذا يطابق ما ذكرناه، لأنّ الرحمة النعمة و الثواب نعمة، و هو يفضّل من الوجه الّذي ذكرناه، و إن حملنا قوله عليه السلام: «برحمة منه و فضل» على ما يفعل به من الألطاف و المعونات فهى أيضا فضل و تفضّل لأنّ سببها غير واجب.

فأما قوله عليه الصلاة و السلام: «يتغمدنى» فمعناه يسترنى، يقال غمدت السيف فى غمده إذا سترته، قال الشاعر:

نصبنا رماحا فوقها جدّ عامر # كظلّ السّماء، كلّ أرض تغمّدا

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست