نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 339
السكون [1] ، و لهذا يقال فيمن وصف بكثرة النوم إنه مسبوت، و به سبات؛ و لا يقال ذلك فى كلّ نائم، و إذا كان الأمر على هذا لم يجر قوله: وَ جَعَلْنََا نَوْمَكُمْ سُبََاتاً مجرى أن يقول: و جعلنا نومكم نوما.
و الوجه فى الامتنان علينا بأن جعل نومنا ممتدا طويلا-ظاهر، و هو لما فى ذلك لنا من المنفعة و الراحة؛ لأن التهويم و النوم الغرار لا يكسبان [2] شيئا من الراحة؛ بل يصحبهما فى الأكثر القلق و الانزعاج، و الهموم/هى التى تقلّل النوم و تنزّره، و فراغ القلب و رخاء البال يكون معهما غزارة النوم و امتداده؛ و هذا واضح.
قال سيدنا الشريف الأجل المرتضى أدام اللّه علوّه: وجدت أبا بكر محمد بن القاسم الأنبارىّ يطعن على الجواب الّذي ذكرناه أوّلا، و يقول: إن ابن قتيبة أخطأ فى اعتماده؛ لأنّ الراحة لا يقال لها: سبات، و لا يقال: سبت [3] الرجل بمعنى استراح و أراح، و يعتمد على الجواب الّذي ثنّينا بذكره، و يقول فيما استشهد به ابن قتيبة من قولهم سبتت المرأة شعرها: إن معناه أيضا القطع، لأن ذلك إنما يكون بإزالة الشّداد الّذي كان مجموعا به و قطعه.
و المقدار الّذي ذكره ابن الأنبارىّ لا يقدح فى جواب ابن قتيبة؛ لأنه لا ينكر أن يكون السبات هو الراحة و الدّعة إذا كانتا عن نوم، و إن لم توصف كل راحة بأنها سبات، و يكون هذا الاسم يخصّ [4] الراحة إذا كانت على هذا الوجه؛ و لهذا نظائر كثيرة فى الأسماء، و إذا أمكن ذلك لم يكن فى امتناع قولهم: سبت الرجل بمعنى استراح فى كل موضع دلالة على أنّ السّبات لا يكون اسما للراحة عند النوم؛ و الّذي يبقى على ابن قتيبة أن يبيّن أن السبات هو الراحة و الدّعة، و يستشهد على ذلك بشعر أو لغة، فإن البيت الّذي ذكره يمكن أن يكون المراد به القطع دون التمدّد و الاسترسال.