فقال له الحطيئة: هذا و اللّه أيها الأمير الشّعر، لا ما كنّا نعلّل [5] به منذ اليوم، يا غلام أقدمت أمك الحجاز؟فقال: لا، و لكن قدمه أبى.
أراد الحطيئة بقوله: إن كانت قدمت أمّك الحجاز، فقد وقعت بها [6] ، و كنت منّى، و أراد الفرزدق بقوله: «و لكن قدمه أبى» أى وقع بأمك فكنت أنت [7] .
و يشبه ذلك ما روى أنّ الفرزدق كان ينشد شعره يوما، و الناس حوله، إذ مرّ به الكميت بن زيد، فقال له الفرزدق: كيف ترى شعرى؟فقال الكميت: حسن بسن، فقال له الفرزدق:
أ يسرّك أنى أبوك، قال: أمّا أبى فلا أريد به بدلا [8] ، و لكن يسرّنى أن لو كنت أمى!فقال له