نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 279
/فأنشده إياها، فلما بلغ إلى قوله:
تصغى إذا شدّها بالكور جانحة # حتّى إذا ما استوى فى غرزها تثب
فقال له أبو عمرو بن العلاء: قول الراعى أحسن مما قلت
تراها إذا قام فى غرزها # كمثل السّفينة أو أوقر
و لا تعجل المرء عند الورو # ك و هى بركبته أبصر [1]
فقال ذو الرّمة: إنّ الراعى وصف ناقة ملك، و أنا وصفت ناقة سوقة.
و حكى الصّولىّ أنه سمع أعرابيا ينشد بيته الّذي حكيناه، فقال: سقط و اللّه الرجل.
فأما الغرز فهو للناقة مثل الرّكاب للدابة، و هو نسع مضفور. و قوله: «تصغى» يريد تميل رأسها، كأنها تسمع، لأنها ليست بنفور، بل مؤدّبة مقوّمة. و الكور: الرحل.
و قد أخذ هذا المعنى أبو نواس فأحسن نهاية الإحسان، فقال يصف الناقة فى مدحه الخصيب بن عبد الحميد:
فكأنّها مصغ لتسمعه # بعض الحديث، بأذنه وقر
فلم يرض بأن وصفها بالإصغاء حتى وصفها بالوقر، و هو الثّقل فى الأذن، لأن الثّقيل السمع يكون إصغاؤه و ميله إلى جهة الحديث أشدّ و أكدّ [2] .
***غ
قصيدة لأبى نواس و شرح ما ورد فيها من الغريب:
قال سيدنا الشريف أدام اللّه علوّه: و إنى لأستحسن القصيدة التى من جملتها البيت الّذي أوردناه لأبى نواس؛ لأنها دون العشرين بيتا، و قد نسب فى أولها، ثم وصف النّاقة بأحسن وصف، ثم مدح الرجل الّذي قصد مدحه و اقتضاه حاجته؛ كلّ ذلك بطبع يتدفّق، و رونق يترقرق، و سهولة مع جزالة؛ و القصيدة [3] :
[1] البيتان فى اللآلئ: 898. الوروك: أن يثنى الرجل إحدى وركيه لينزل من فوق السرج، و البيت الثانى فى اللسان (ورك) ، و فى ت: «الركوب» ، و من نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «النزول» .