و قد خشيت و هذا الدّهر ذو غير # بأن يدال لطول الجفوة العسر [2]
و أيّما [3] كان من عسر و ميسرة # فإنّ حظّك فيه الحمد و الشّكر
فقال معن: أ و ما كنّا أعطيناك شيئا؟قال: لا، قال: أمّا الذهب و الفضّة فليسا عندنا، و لكن هات تختا [4] من ثيابى يا غلام؛ فدفعه إليه، و قد كان تحمّل عليه [5] بابن عيّاش و حبيب بن بديل، فأعطاهما معه تختين، و قال: غرّمتنى يا ودفة تختى ثياب!.
قال سيدنا الشريف أدام اللّه علوّه: و كان معن بن زائدة جوادا شجاعا شاعرا، و يكنّى أبا الوليد، و هو معن بن زائدة بن عبد اللّه بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو بن مطر، و هو أخو الحوفزان بن شريك، و كان معن من أصحاب ابن هبيرة [6] ، فلما قتل رثاه معن فقال:
ألا إنّ عينا لم تجد يوم واسط # عليك بجارى دمعها لجمود [7]
عشيّة قام النائحات و شقّقت # جيوب بأيدى مأتم و خدود [8]
فإن تمس [9] مهجور الفناء فطالما [9] # أقام به بعد الوفود وفود
فإنك لم تبعد على متعهّد # بلى كلّ من تحت التّراب بعيد [10]
(9-9) م: «مهجور الجناب فطالما» ، و رواية الحماسة: «مهجور الجناب فربما» ؛ قال التبريزى:
و الرواية المختارة: «و ربما» بالواو؛ و ذلك أن جواب الشرط من قوله: «فإن تمس مهجور الفناء» «فإنك لم تبعد على متعهد» ، و يصبر: «ربما أقام» بيان الحال فيما تقدم من رئاسته» .