نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 176
فقال: لا حاجة لى فيها، قال المنصور و اللّه لتأخذنّها، قال: و اللّه لا أخذتها، فقال له المهدى:
يحلف أمير المؤمنين و تحلف!فترك المهدىّ و أقبل على المنصور و قال: من هذا الفتى؟فقال:
هذا ابنى محمد، و هو المهدىّ و هو ولى العهد، فقال: [1] و اللّه لقد سميته أسماء ما استحقها بعمل [1] ، و ألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار/و لقد مهّدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل [2] ما تكون عنه!ثم التفت إلى المهدىّ فقال: نعم يا ابن أخى، إذا حلف أبوك حلف عمّك؛ لأن أباك أقدر على الكفّارة من عمك؛ قال المنصور: يا أبا عثمان، هل من حاجة؟ قال: نعم، قال ما هى؟قال: أ لا تبعث إلى حتى آتيك؛ قال: إذا [3] لا نلتقى، قال: عن حاجتى سألتنى، ثم ودّعه و نهض؛ فلما ولى أتبعه بصره و أنشأ يقول:
و روى أن هشام بن الحكم قدم البصرة فأتى حلقة عمرو بن عبيد فجلس فيها و عمرو لا يعرفه، فقال لعمرو: أ ليس قد جعل اللّه لك عينين؟قال: بلى، قال: و لم؟قال: لأنظر بهما فى ملكوت السموات و الأرض فأعتبر، قال: و جعل لك فما؟قال: نعم، قال: و لم؟ قال: لأذوق الطعوم [5] ، و أجيب الداعى؛ ثم عدّد عليه الحواس كلها، ثم قال: و جعل لك قلبا؟قال: نعم: قال: و لم؟قال: لتؤدى إليه الحواسّ ما أدركته، فيميز بينها، قال:
[2] فى حاشيتى الأصل، ت: «قوله: «أمتع» مبتدأ، و «أشغل» نصب على الحال؛ و هو ساد مسد خبر المبتدأ كقولك: أخطب ما يكون الأمير قائما» .
[3] فى حاشيتى الأصل، ت: «إذا انتصب «إذا» لم يكن الفعل الّذي بعدها معتمدا على ما قبلها؛ يقول لك القائل: أنا أكرمك؛ فنقول: إذا أحبك؛ فإن قلت: أنا إذا أحبك رفعت؛ لاعتماده على الابتداء الّذي هو أنا؛ و كذلك: إن تكرمنى[بالجزم]إذا أكرمك، و إذا وقعت على فعل الحال ألغيت أيضا؛ تقول لمن يتحدث بحديث: إذا أظنك كاذبا؛ فنخبر عن حال الظن» .