نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 148
أشهر، و أمره فيها أظهر، و أوردنا مع ذلك قليلا من كثير، و جملة من تفصيل.
***غ
الكلام على أن أصول مذهب أهل العدل مأخوذة من كلام على بن أبى طالب:
و إذ قد ذكرنا جملة من أخبار أهل الضلالة، و المنقادين للجهالة، حسب ما سئلنا، فنحن نتبعها بشيء من أخبار أهل التوحيد و العدل، و ملح حكاياتهم، و مستحسن ألفاظهم، ليعلم الفرق بين من ربحت/بيعته، و بين من خسرت صفقته، فقد سألنا أيضا ذلك.
اعلم أن أصول التوحيد و العدل مأخوذة من كلام أمير المؤمنين-صلوات اللّه عليه-و خطبه، فإنها تتضمّن من ذلك ما لا زيادة عليه، و لا غاية وراءه، و من تأمل المأثور فى ذلك من كلامه علم أنّ جميع ما أسهب المتكلمون من بعد فى تصنيفه و جمعه، إنما هو تفصيل لتلك الجمل، و شرح لتلك الأصول، و روى عن الأئمة من أبنائه عليهم السلام من ذلك ما يكاد لا يحاط به كثرة، و من أحب الوقوف عليه، و طلبه من مظانه أصاب منه الكثير الغزير، الّذي فى بعضه شفاء للصدور السقيمة، و نتاج للعقول العقيمة؛ و نحن نقدّم على ما نريد ذكره شيئا مما روى عنهم فى هذا الباب.
فقر من كلام على بن أبى طالب و الأئمة من أبنائه
فمن ذلك ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام [1] و هو يصف اللّه تعالى: «بمضادّته [2] بين الأشياء علم أن لا ضدّ له، و بمقارنته بين الأمور علم أن لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة، و الخشونة باللين، و اليبوسة بالبلل، و الصّرد [3] بالحرور؛ مؤلّف بين متعادياتها [4] ، مفرّق بين متدانياتها» .
[2] فى حاشيتى الأصل، ف: «أى بنصب المضادة بين الضدين يستدل على أن لا ضد له؛ لأن من يقدر على ذلك لا بد أن يكون متوحدا بصفات الجلال، التى تحيل أن يكون للموصوف بها ضد» .
[3] فى حاشيتى ت، ف: «الصرد: البرد؛ و هو فارسى معرب، يقال: يوم صرد و صرد[بسكون الراء و فتحها]، و صرد الرجل[بكسر الراء]يصرد صردا[بفتحها]» .