responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 48

أولا: لأن اللّه عز و جل فوّض إليه النظر في الخمس بالاجتهاد. و دليل آخر أن الآية نزلت في شأن خيبر و النضير فلم يكن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يؤخر البيان فيه إلى يوم حنين و قاله بعد أن برد القتال، و لو كان أمرا متقدما لعلمه أبو قتادة فارس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و من كبراء أصحابه فلم يطلب ذلك حتى أمر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) من ينادي من قتل قتيلا فله سلبه و لم يكن هذا ليخفى.

و دليل آخر أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أعطاه إياه بشهادة واحد بلا يمين فلو كان من رأس الغنيمة لم يخرج حق من مغنم إلا بما تخرج به الأملاك من البينات أو شاهد و يمين.

و شي‌ء آخر أنه لو وجب للقاتل و لم يجد بينة لكان توقف كاللقطة و لا يقسم و هو إذا لم تكن بينة تقسم، فخرج من معنى التملك، و دل ذلك أنه خارج باجتهاد الإمام يخرجه من الخمس الذي يجعل في غير وجه. قال مالك: لم يبلغنا أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال ذلك و لا فعله في غير يوم حنين، و لا فعله أبو بكر و لا عمر. قال ابن الموّاز: و لم يعط غير البراء بن مالك سلب قتيله و خمسه. و ذكر عبد الرزاق في مصنفه أن البراء قتل مائة قتيل مبارزة سوى من شارك في قتله‌ [1].

و ذكر البخاري: أن معاذ بن عمرو بن الجموح، و معاذ بن عفراء الأنصاريين ضربا أبا جهل ابن هشام يوم بدر بسيفيهما حتى قتلاه، فانصرفا إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبراه فقال: «أيكما قتله؟» فقال كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا. فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح» [2]. و في غير البخاري أن عبد اللّه بن مسعود و جده و هو صريع يذبّ الناس عنه بسيفه فوطئ على رقبته فقال: هل أخزاك اللّه يا عدوّ اللّه؟ فقال له أبو جهل: لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم. فضربه عبد اللّه بسيفه فلم يغن شيئا، فأخذ السيف من أبي جهل فاحتز به رأسه، و جاء به إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فنفله رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) السيف. و كان الذي ضربه أولا معاذ بن عمرو بن الجموح، فقطع رجله و ضرب ابنه عكرمة يد معاذ فطرحها، ثم ضربه معاذ بن عفراء حتى أثبته ثم تركه و به رمق ثم ذفف عليه ابن مسعود- يعني أجهز عليه. و ذفف بالذال المنقوطة- [3].


[1] رواه عبد الرزاق في المصنف (9469)، و في الإصابة (1/ 143) و هو حديث صحيح.

[2] رواه البخاري (3141)، و مسلم (1752) من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

[3] رواه البخاري مختصرا (3961) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه و (3962) من حديث أنس رضي الله عنه. و رواه أحمد في المسند (3824) و (3856 و 4247)، و البزار (1775)، و الطبراني في الكبير (8469)، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 79) و قال: رواه أحمد البزار باختصار و أبو عبيدة لم يسمع من أبيه- و بقية رجاله رجال الصحيح.

نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست