responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 33

* زيادة إيضاح‌

إذ قد عرفت أنّ الموجودات (1) منها ما يكون مستقلّا في الوجود، و منها ما يكون رابطا بين موجودين، فاعلم أنّ كلّ كلام مركّب من كلمتين أو أكثر إذا ألقيت كلماته بغير ارتباط بينها فإنّ كلّ واحدة منها كلمة مستقلّة في نفسها لا ارتباط لها بالأخرى، و إنّما الذي يربط بين المفردات و يؤلّفها كلاما واحدا هو الحرف أو إحدى الهيئات الخاصّة، فأنت إذا قلت- مثلا-: «أنا»، «كتبت»، «قلم»، لا يكون بين هذه الكلمات ربط، و إنّما هي مفردات صرفة منثورة. أمّا إذا قلت: «كتبت بالقلم»، كان كلاما واحدا، مرتبطا بعضه مع بعض، مفهما للمعنى المقصود منه. و ما حصل هذا الارتباط و الوحدة الكلاميّة إلّا بفضل الهيئة المخصوصة ل «كتبت» و حرف الباء و أل.

و عليه، فيصحّ أن يقال: إنّ الحروف هي روابط المفردات المستقلّة و المؤلّفة للكلام الواحد و الموحّدة للمفردات المختلفة، شأنها شأن النسبة بين المعاني المختلفة و الرابطة بين المفاهيم غير المربوطة. فكما أنّ النسبة رابطة بين المعاني و مؤلّفة بينها فكذلك الحرف الدالّ عليها رابط بين الألفاظ و مؤلّف بينها.

و إلى هذا أشار سيّد الأولياء أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقوله المعروف في تقسيم الكلمات:

«الاسم ما أنبأ عن المسمّى، و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، و الحرف ما أوجد معنى في غيره (2)». فأشار إلى أنّ المعاني الاسميّة معان استقلاليّة، و معاني الحروف غير مستقلّة في نفسها، و إنّما هي تحدث الربط بين المفردات. و لم نجد في تعاريف القوم للحرف تعريفا جامعا صحيحا مثل هذا التعريف.


[1]. ينبغي أن يقال للتوضيح: إنّ الموجودات على أربعة أنحاء: موجود في نفسه لنفسه بنفسه و هو واجب الوجود، و موجود في نفسه لنفسه بغيره و هو الجوهر كالجسم و النفس، و موجود في نفسه لغيره بغيره و هو العرض، و موجود في غيره و هو أضعفها و هو المعنى الحرفيّ المعبّر عنه بالربط، فالأقسام الثلاثة الأولى الموجودات المستقلّة، و الرابع عداها الذي هو المعنى الحرفيّ الذي لا وجود له إلّا وجود طرفيه- منه (رحمه اللّه)-.

[2]. بحار الأنوار 40: 162؛ كنز العمال 10: 283 مع اختلاف بينهما، و ما في المتن يوافق ما في البحار.

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست