responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 230

و ليس كمالا للنفس، و إن كان هو كمالا للصوت بما هو صوت، فيدخل في المعنى الأوّل للحسن من هذه الجهة؛ و مثله التدخين أو ما تعتاده النفس من المسكرات و المخدّرات، فإنّ هذه حسنة بمعنى الملاءمة فقط، و ليس كمالا للنفس و لا ممّا ينبغي فعلها عند العقلاء بما هم عقلاء.

2. واقعيّة الحسن و القبح في معانيهما و رأى الأشاعرة

إنّ الحسن بالمعنى الأوّل- أي الكمال-، و كذا مقابله- أي القبح- أمر واقعيّ خارجيّ لا يختلف باختلاف الأنظار و الأذواق، و لا يتوقّف على وجود من يدركه و يعقله، بخلاف الحسن [و القبح‌] بالمعنيين الأخيرين.

و هذا ما يحتاج إلى التوضيح و التفصيل، فنقول:

1. أمّا الحسن بمعنى الملاءمة، و كذا ما يقابله، فليس له في نفسه إزاء في الخارج يحاذيه و يحكي عنه، و إن كان منشؤه قد يكون أمرا خارجيّا، كاللون و الرائحة و الطعم و تناسق الأجزاء و نحو ذلك.

بل حسن الشي‌ء يتوقّف على وجود الذوق العامّ أو الخاصّ، فإنّ الإنسان هو الذي يتذوّق المنظور أو المسموع أو المذوق بسبب ما عنده من ذوق يجعل هذا الشي‌ء ملائما لنفسه فيكون حسنا عنده، أو غير ملائم فيكون قبيحا عنده. فإذا اختلفت الأذواق في الشي‌ء كان حسنا عند قوم، قبيحا عند آخرين. و إذا اتّفقوا في ذوق عامّ، كان ذلك الشي‌ء حسنا عندهم جميعا، أو قبيحا كذلك.

و الحاصل: أنّ الحسن- بمعنى الملائم- ليس صفة واقعيّة للأشياء كالكمال، و ليس واقعيّة هذه الصفة إلّا إدراك الإنسان و ذوقه، فلو لم يوجد إنسان يتذوّق و لا من يشبهه في ذوقه لم يكن للأشياء في حدّ أنفسها حسن بمعنى الملاءمة.

و هذا مثل ما يعتقده الرأي الحديث (1) في الألوان، إذ يقال: إنّها لا واقع لها، بل هي تحصل من انعكاسات أطياف الضوء على الأجسام، ففي الظلام حيث لا ضوء ليست هناك ألوان‌


[1]. أي النظرية الجديدة.

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست