responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 231

موجودة بالفعل، بل الموجود حقيقة أجسام فيها صفات حقيقيّة هي منشأ لانعكاس الأطياف عند وقوع الضوء عليها، و ليس كلّ واحد من الألوان إلّا طيفا أو أطيافا فأكثر تركّبت.

و هكذا نقول في حسن الأشياء و جمالها بمعنى الملاءمة، و الشي‌ء الواقعيّ فيها ما هو منشأ الملاءمة في الأشياء، كالطعم و الرائحة و نحوهما، الذي هو كالصفة في الجسم، إذ تكون منشأ لانعكاس أطياف الضوء. كما أنّ نفسي اللذّة و الألم أيضا أمران واقعيّان، و لكن ليسا هما الحسن و القبح اللذين هما من صفات الأشياء، و اللذّة و الألم من صفات النفس المدركة للحسن و القبح.

2. و أمّا الحسن بمعني ما ينبغي أن يفعل عند العقل، فكذلك ليس له واقعيّة إلّا إدراك العقلاء، أو فقل: «تطابق آراء العقلاء». و الكلام فيه كالكلام في الحسن بمعنى الملاءمة. و سيأتي تفصيل معنى تطابق العقلاء على المدح و الذمّ أو إدراك العقل للحسن و القبح (1).

و على هذا، فإن كان غرض الأشاعرة من إنكار الحسن و القبح إنكار واقعيّتهما بهذا المعنى من الواقعيّة فهو صحيح، و لكن هذا بعيد من أقوالهم؛ لأنّه لمّا كانوا يقولون بحسن الأفعال و قبحها بعد حكم الشارع فإنّه يعلم منه أنّه ليس غرضهم ذلك؛ لأنّ حكم الشارع لا يجعل لهما واقعيّة و خارجيّة؛ كيف؟ و قد رتّبوا على ذلك بأنّ وجوب المعرفة و الطاعة ليس بعقليّ بل شرعيّ. و إن كان غرضهم إنكار إدراك العقل- كما هو الظاهر من أقوالهم- فسيأتي تحقيق الحقّ فيه (2)، و أنّهم ليسوا على صواب في ذلك.

3. العقل العمليّ و النظريّ‌

إنّ المراد من العقل- إذ يقولون: إنّ العقل يحكم بحسن الشي‌ء أو قبحه بالمعنى الثالث من الحسن و القبح- هو «العقل العمليّ» في مقابل «العقل النظريّ».

و ليس الاختلاف بين العقلين إلّا بالاختلاف بين المدركات، فإن كان المدرك- بالفتح-


[1]. يأتي في الصفحة: 234 و 235.

[2]. يأتي في الصفحة: 243 و 244.

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست