أمّ القرى الدماغ وسطى الرأس * * * سواد أعظم سماء القدس

بيت المرائي للمعاني و الصور * * * لمسا و ذوقا شمّة سمعا بصر

تعاكست من بيت حس مشترك * * * إلى الخيال و الخيال كالشرك

ثمّ الخيالات إليه تنتكس * * * دركا كما إليه من خمس عكس

سرّ

(أمّ القرى الدماغ)- بدل- (وسطى الرأس)- «وسطى» صفة- (سواد)- خبر- (أعظم سماء القدس). تشبيه آخر، مثل (بيت المرائي للمعاني) الجزئيّة (و الصُور، لمسا و ذوقا) و (شمّة، سمعا) و (بصر).

أي مطلق الصور من الملموسات و المذوقات- اه- فهي عكوس من الصور الخارجيّة في القوى الخمس التي هي كالمرائي؛ فإنّ الصور قسمان:

أحدهما ما في الموضوعات الخارجيّة، و هي المدركات بالعرض، لأنّ وجودها للموضوعات لا للمدارك. و ثانيهما ما في القوى و هي المدركات بالذات، لأنّ وجودها للمدارك لا للغير، فالثاني عكس للأوّل.

(تعاكست) الصور (من بيت حس مشترك إلى) بيت (الخيال، و الخيال كالشرك) أي الحبالة، لكونه حافظا مستمسكا للصور، كالفخّ يستمسك الصيد.

(ثمّ الخيالات) أي الصور الخياليّة الخمسة (إليه) أي إلى الحسّ المشترك (تنتكس دركا) أي عند الدرك الخيالي، إذ الخيال شأنه الحفظ فقط، لا الدرك، لأنّ القوى كملائكة أخبر عنهم في الشرع بأنّ منهم ركّعا لا يسجدون و سجّدا لا يركعون، [1] إلى غير ذلك، و إنّما الدرك للحسّ المشترك، لأنّه كمرآة ذات

[1] نهج البلاغة: الخطبة الأولى.