والاعتداء عليه جنايةً نَكراء ، وجُرماً عظيماً يتوعّد عليه بالنار : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )( النساء : 93 ) .
ولم يكتفِ الإسلام بإنذار السفّاكين ، ووعيدهم بالعقاب الأُخروي ، فقد شرّع القَصاص مِن القاتل عمداً ، والديَة عليه خطأً ، حمايةً لدِماء المسلمين ، وحسماً لإحداث القتل وجرائمه : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )( البقرة : 179 ) .
وليس للإنسان أنْ يُفرّط في حياته ويزهقها بالانتحار ، وإنّما يجِب عليه حفظها وصيانتها مِن الأضرار والمهالك : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )( البقرة : 195 ) .
وقد بالغ الإسلام في قدسيّة الأرواح وحمايتها ، حتّى حرّم قتل الجنين وإجهاضه تخلّصاً منه ، وفرَض الديَة على قاتله .
2 - حقُّ الكرامة :
لقد شرّف اللّه المؤمن وحَباه بصنوفِ التوقير والإعزاز ، وألوان الدعمِ والتأييد . فحفَظ كرامته ، وصَان عِرضه ، وحرّم ماله ودمه ، وضمِن حقوقه ، ووالى عليه ألطافه ، حتّى أعلن في كتابه الكريم عنايته بالمؤمن ورعايته له في الحياة العاجلة والآجلة : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ