وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ( أبى اللّه لِصاحب الخُلق السيّئ بالتوبة ، قيل : فكيف ذلك يا رسول اللّه ؟ قال : لأنّه إذا تاب مِن ذنبٍ وقَع في ذنبٍ أعظم منه )[2] .
وقال الصادق (عليه السلام) : ( إنّ سُوء الخُلق ليُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل )[3] .
وقال (عليه السلام) : ( مَن ساءَ خُلقه عذّب نفسه )[4] .
الأخلاق بين الاستقامة والانحراف :
كما تمرض الأجساد وتعروها أعراض المرض مِن شحوب وهزال وضعف ، كذلك تمرض الأخلاق ، وتبدو عليها سِمات الاعتدال ومضاعفاته ، في صور من الهزال الخلقي ، والانهيار النفسي ، على اختلاف في أبعاد المرض ودرجات أعراضه الطارئة على الأجسام والأخلاق .
وكما تُعالَج الأجسام المريضة ، وتستردّ صحّتها ونشاطها ، كذلك تُعالَج الأخلاق المريضة وتستأنف اعتدالها واستقامتها ، متفاوتةً في ذلك حسب أعراضها ، وطباع ذويها ، كالأجسام سواء بسواء .
ولولا إمكان معالجة الأخلاق وتقويمها ، لحبطت جهود الأنبياء في تهذيب الناس ، وتوجيههم وجهة الخير والصلاح ، وغدا البشر من جرّاء