وليس شيء أدلّ على شرَف حُسن الخُلق ، وعظيم أثره في سموّ الإنسان وإسعاده ، من الحديث التالي :
عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) قال : ثلاثة نفر آلوا باللات والعزّى ليقتلوا محمّداً (صلى الله عليه وآله)، فذهَب أمير المؤمنين وحده إليهم وقتل واحداً منهم وجاء بآخرَين ، فقال النبيّ : ( قدّم إليّ أحد الرجُلَين ، فقدّمه فقال : قل لا إله إلاّ اللّه ، واشهَد أنّي رسول اللّه . فقال : لَنَقْل جبل أبي قُبَيس أحبّ إليّ مِن أنْ أقول هذه الكلمة ، . قال : يا عليّ ، أخره واضرب عنقه . ثُمّ قال : قدِّم الآخر ، فقال : قل لا إله إلاّ اللّه ، واشهد أنّي رسول اللّه . قال : ألحقني بصاحبي .
قال : يا عليّ ، أخره واضرب عنقه . فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عُنقه فنزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)فقال : يا محمّد ، إنّ ربَّك يُقرئك السلام ، ويقول لا تقتله فإنّه حَسن الخُلق سخيٌّ في قومه . فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا عليّ ، أمسك فإنّ هذا رسول ربِّي يُخبرني أنّه حَسن الخُلق سخيّ في قومه . فقال المُشرك تحت السيف : هذا رسول ربِّك يُخبرك ؟ قال : نعم . قال : واللّه ما ملكت درهماً مع أخٍ لي قط ، ولا قطبت وجهي في الحرب ، فأنا أشهد أنْ لا اله إلا اللّه ، وأنّك رسول اللّه . فقال رسول اللّه : هذا ممّن جرّه حُسن خُلقه وسخائه إلى جنّات النعيم )[2] .
[1] البحار م 11 ص 17 عن إعلام الورى وإرشاد المفيد .