نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 142
هما معاً ، فعلاجهما واحد ، وقد أوضحناه في بحث التكبّر .
وجدير بالمعجَب بنفسه ، أنْ يدرك أنّ جميع ما يبعثه على الزهو والإعجاب ، من صنوف الفضائل والمزايا ، إنّما هي نِعَمٌ إلهيّة يُسديها المولى إلى مَن شاء مِن عباده ، فهي أحرى بالحمد ، وأجدَر بالشكر مِن العُجب والخُيَلاء .
وهي إلى ذلك عُرضةً لصروف الأقدار ، وعوادي الدهر ، فما للإنسان والعجُب !!
ومِن طريف ما نُقِل عن بعض الصُلَحاء في ملافاة خواطر العجُب :
قيل : إنّ بعضهم خرَج في جُنح الظلام متّجهاً إلى بعض المشاهد المشرّفة ، لأداء مراسم العبادة والزيارة ، فبينا هو في طريقه إذ فاجأه العجُب بخروجه سَحَرَاً ، ومجافاته لذّة الدفء وحلاوة الكَرى مِن أجل العبادة .
فلاح له آنذاك ، بائع شلغم فانبرى نحوه ، فسأله كم تربح في كسبك وعناء خروجك في هذا الوقت ؟ فأجابه : دِرهَمين أو ثلاث ، فرجع إلى نفسه مخاطباً لها علام العجُب ؟ وقيمة إسحاري لا تزيد عن دِرهَمين أو ثلاث .
ونُقِل عن آخر : أنّه عمِل في ليلة القدر أعمالاً جمّةً مِن الصلوات والدعوات والأوراد ، استثارت عُجُبه ، فراح يُعالِجه بحكمةٍ وسداد : فقال لبعض المتعبّدين : كم تتقاضى على القيام بأعمال هذه الليلة ، وهي كيت وكيت . فقال : نصف دينار ، فرجع إلى نفسه مؤنّباً لها وموحياً إليها ، علام العُجُب وقيمة أعمالي كلّها نصف دينار ؟
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 142