انتهت اليه الرئاسة الجعفرية بعد الشيخ الأنصاري، و كان المرجع العام في الدين لأكثر الأقطار الشيعية [1].
و مما قيل في أسلوبه و منطقه مما تأكد لي في تحقيقي لكتابه هذا أنه حسن المحاضرة طلق اللسان عذب المنطق جيد التقرير في البحث و تحرير الدرس، تراه كالسيل العرم يتحدر في تقرير مطالبه من غير استعانة بلفظ أو كلمة و كأن الفقه كله كلمة واحدة في قبضته.
و كان الشيخ (رحمه الله) ممن يجيزون في الرواية عنه، فطلاب العلم يقصدونه من جميع الأنحاء طلباً لعلمه، و مما أطلعت عليه من هذه الإجازات إجازته للشيخ عبد الغني الخراساني.
و كان (رحمه الله) يقرض الشعر، و كان أديباً شاعراً بليغاً منطقياً جهوري الصوت، عاصرناه، له مداعبات شعرية مع الشاعر الأديب عبد الباقي العمري و رفقائهم في دارهم بالنجف [2] مثل قوله في مجيء الشاعر الى النجف:
قل لمن ينظم القريضَ مجيدا * * * أنت عبدُ لعبد عبد الباقي [3]
و من لطائفه الشعرية هذان البيتان له على لسان خادم لهم يطلب وصاية من أخيه الشيخ حسن (رحمه الله):
عبدٌ الحميد أتاك يرجو كسوةً * * * و لكم كسوتَ سواه عبداً عاريا
و الفور (أحوط) في امتثال أوامري * * * فأنزع قميصك لا تكن متوانيا [4]