و قد عرفت بما لا مزيد عليه ان نحو ارادة المعنى لا يكاد يمكن أن يكون من خصوصياته و مقوماته، ثم لا يبعد أن يكون الاختلاف فى الخبر و الانشاء أيضا كذلك،
(و قد عرفت بما لا مزيد عليه ان نحو ارادة المعنى) و كونه استقلاليا أو آليا (لا يكاد يمكن أن يكون من خصوصياته و مقوماته) المأخوذة فيه. فلا اختلاف بين المعنى الحرفي و الاسمي من حيث أخذ اللحاظ، كما لا اختلاف بينهما من حيث الوضع كما تقدم.
«الخبر و الانشاء»
(ثم) لا يخفى ان الجمل على ثلاثة أقسام:
الاول: الجمل الخبرية التي لا يمكن استعمالها في الانشاء نحو ضرب زيد عمروا، و زيد قائم.
الثاني: الجمل الانشائية التي لا يمكن استعمالها في الخبر، نحو اضرب زيدا و ليت زيدا قائم.
الثالث: الجمل التي تستعمل تارة في الانشاء و تارة في الخبر، نحو أيده اللّه، و بعت، و أنكحت، و نحوها.
أما الاولان فلا خلاف في تغايرهما، لبداهة عدم استعمال أحدهما في مقام الآخر نعم (لا يبعد أن يكون الاختلاف في) القسم الثالث بين (الخبر و الانشاء) بالقصد، و بينهما اشتراك معنوي و الجامع هو نسبة المحمول الى الموضوع، كنسبة البيع الى المتكلم في بعت، و عليه فالاختلاف بينهما مثل اختلاف الاسم و الحرف (أيضا) كما ان الجامع بينهما (كذلك) و قد ذهب الى هذا المعنى