الأئمة عليهم السّلام و تأثر في هذه الدعوة، فبالغ في حث أصحابه عليها و نشر فضلها و بركاتها [1] . ثم زاد على ذلك ولده جعفر الصادق عليه السّلام فإنه نوّه بها لشيعته، و كانت الشيعة قد تكاثرت في عهده و صارت من كبريات طوائف المسلمين و حملة العلم و الآثار، كما أوعزنا إليه في رسائلنا (أصل الشيعة) [2] ، و قد التزم الإمام عليه السّلام و لازم السجود عليها بنفسه.
ففي (مصباح المتهجد) لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره روى بسنده أنه: كان لأبي عبد اللََّه[الصادق]عليه السّلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد اللََّه[الحسين]عليه السّلام فكان إذا حضر الصلاة صبّه على سجادته و سجد عليه، ثم قال عليه السّلام: السجود على تربة أبي عبد اللََّه عليه السّلام يخرق الحجب السبع [3] . و لعل المراد بالحجب السبع هي الحاءات السبع من الرذائل التي تحجب النفس عن الاستضاءة بأنوار الحق و هي: (الحقد، الحسد، الحرص، الحدة، الحماقة، الحيلة، الحقارة) فالسجود على التربة من عظيم التواضع و التوسل بأصفياء الحق يمزقها و يخرقها و يبدلها بالحاءات السبع من الفضائل و هي: (الحكمة، الحزم، الحلم، الحنان، الحصافة، الحياء، الحب) . و لذا يروي صاحب الوسائل عن الديلمي
[1] المصدر السابق، ج: 98، كتاب المزار، باب تربته عليه السّلام، ح: 83، ص: 138 عن المزار الكبير.
[2] محمد الحسين آل كاشف الغطاء، أصل الشيعة و أصولها، ص: 123.
[3] الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص: 733، و البحار للمجلسي، ج: 98، ح: 74، ص: 135، و ج: 82، ح: 14، ص: 153 عنه.