أما أول من صلّى عليها من المسلمين بل من أئمة المسلمين فالذي استفدته من الآثار و تلقيته من حملة أخبار أهل البيت عليهم السّلام و مهرة الحديث من أساتيذي الأساطين الذين تخرجت عليهم برهة من العمر هو أن زين العابدين علي بن الحسين عليهما السّلام بعد أن فرغ من دفن أبيه و أهل بيته و أنصاره أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف الذي بضعته السيوف كلحم على وضم فشد تلك التربة في صرة و عمل منها سجادة و مسبحة، و هي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد، فسأله ما هذه التي تديرها بيدك؟ فروى له عن جده رسول اللََّه صلّى اللََّه عليه و آله خبرا محصله: أن من يحمل السبحة صباحا و يقرأ الدعاء المخصوص لا يزال يكتب له ثواب التسبيح و إن لم يسبح [2] . و لما رجع الإمام عليه السّلام هو و أهل بيته إلى المدينة صار يتبرّك بتلك التربة و يسجد عليها، و يعالج بعض مرضى عائلته بها، فشاع هذا عند العلويين و أتباعهم و من يقتدي بهم. فأول من صلّى على هذه التربة و استعملها هو زين العابدين عليه السّلام الإمام الرابع من أئمة الشيعة الاثني عشر المعصومين عليهم السّلام. و يشير إلى ذلك المجلسسي في البحار في أحوال الإمام المزبور [3] . ثم تلاه ولده محمد الباقر عليه السّلام الخامس من
[1] المجلسي، بحار الأنوار، ج: 98، كتاب المزار، باب تربته عليه السّلام، ج: 64، ص: 133.