responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم نویسنده : الموصلي، شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 76

- فقالت: يا سلمان و الذي بعث بالحقّ محمّدا نبيّا إن لنا ثلاثا ما طعمنا و إن الحسن و الحسين قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان، و لكن يا سلمان لا أرد الخير يأتي، خذ درعي هذا ثمّ امض به إلى شمعون اليهودي و قل له: تقول فاطمة بنت محمد اقرضني عليه صاعا من تمر و صاعا من شعير أردّه عليك إن شاء اللّه تعالى.

فأخذ سلمان الدرع و أتى به إلى شمعون اليهودي فأخذ شمعون الدرع و جعل يقلّبه في كفّه و عيناه تذرفان بالدموع و هو يقول: يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة فإني أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله.

فأسلم و حسن إسلامه، و دفع لسلمان صاعا من تمر و صاعا من شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها و اختبزته و أتت به إلى سلمان، و قالت له: خذه و امض به إلى النبيّ (عليه السلام).

فقال سلمان: يا فاطمة خذي منه قرسا تعلّلين به الحسن و الحسين.

فقالت: يا سلمان هذا شي‌ء أمضيناه للّه عزّ و جلّ فلسنا نأخذ منه شيئا.

فأخذه سلمان و أتى النبيّ فلمّا نظره (عليه السلام) قال: يا سلمان من أين لك هذا؟

قال: من منزل ابنتك فاطمة.

قال: و كان النبيّ (عليه السلام) لم يطعم طعاما منذ ثلاث، فقام حتّى أتى حجرة فاطمة فقرع الباب و كان إذا قرع الباب لا يفتح له إلّا فاطمة فلمّا فتحت له نظر إلى صفرة وجهها و تغيّر حدقتيها.

فقال: يا بنيّه ما الذي أراه من صفرة وجهك و تغيّر حدقتيك؟

قالت: يا أبة إنّ لنا ثلاثا ما طعمنا و إن الحسن و الحسين اضطربا عليّ من شدّة الجوع ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان.

قال: فنبههما النبيّ (عليه السلام) و أجلس واحدا على فخذه الأيمن و واحدا على فخذه الأيسر و أجلس فاطمة بين يديه و اعتنقهم فدخل عليّ بن أبي طالب، فاعتنق النبيّ من ورائه ثمّ رفع النبيّ طرفه إلى السماء و قال:

«إلهي و سيّدي و مولاي هؤلاء أهل بيتي أللّهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» ثمّ و ثبت فاطمة إل مخدعها فصفّت قدميها و صلّت ركعتين ثمّ رفعت باطن كفّيها إلى السماء و قالت: «إلهي و سيّدي هذا نبيّك محمّد و هذا عليّ ابن عمّ نبيّك و هذان الحسن و الحسين سبطا نبيّك، إلهي فانزل علينا مائدة كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منها و كفروا بها، اللّهمّ فأنزلها فإنّا بها مؤمنون».

قال ابن عباس: فو اللّه ما استتمّت الدعوة إلّا و هي ترى جفنة ورائها يفوح قتارها و إذا قتارها أذكى من المسك الأذفر فاحتضنتها و أتت بها إلى النبيّ (عليه السلام) و علي و الحسن و الحسين (عليهم السلام) فلمّا نظرها عليّ قال:

يا فاطمة أنّى لك هذا، و لم يكن يعهد عندها شيئا.

فقال النبيّ: كل يا أبا الحسن و لا تسل الحمد للّه الذي لم يمتني حتّى رزقني ولدا مثله مثل مريم. (كلّما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند اللّه إن اللّه-

نام کتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم نویسنده : الموصلي، شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست