نام کتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم نویسنده : الموصلي، شرف الدين جلد : 1 صفحه : 268
عرفت بسري سرها و بغربتي تغرّبها * * * و الشكل بالشكل عارف
على أنها لم تدر ما بي * * * و إنما قلوب الورى في الملتقى تتعارف [1]
فعليك بكل دقيقة من الأزمنة دقائق من الفناء، و بكل ثانية من الساعات ثواب من البقاء، و على هذا إخوان الصفاء، فهذه مدارج الشريعة، و طرق أهل الطريقة، و معارج أهل الحقيقة.
وقفت ببابها أشكو إليها * * * و قد بدلت من عزّي بذل
فقالت كيف أنت؟ فقلت: * * * مضنا عليك و لا أرى أحدا كمثلي
و لا يحسن كشفه إلّا لمن أتلف نفسه و لا تفي العبارة مع الإشارة ببعض هذا المرام، فاصفح عنهم و قل سلاما. و أهل هذه الإشارة التي لا تفي بها عبارة، هم الصوفية المشبّهون بالأولياء، الموصوفون بالفقر و الرقة و الصفاء، المنسوب إليهم العلم و العمل، فهؤلاء على الحقيقة أصحاب السفر الباطن، و أعني به القلب مآله الفكر الذي هو الممازج للعقل المساعد عليه بالنقل. و أول مسالك السفر لأهل الظاهر معرفة قواعد الشرع و مراتبه، فإذا قطعها المريد بباتر المقابلة و قواضب المجاهدة، وصل إلى البلد الأمين، و التحق بأهل عليين. و في هذا البلد طرق أخر، فإذا أراد النظر إلى عين حقيقته، و اجتنى ثمرة شريعته و طريقته، و يكون من أهل حضرته، و يرى ما يرى منه و يصدر عنه، فلا بد له [من] أسباب و لوازم غير مألوفة و معروفة، لا يصل إليها إلّا من سبقت له من اللّه الحسنى، فيشرف على ملك عظيم، و ملك عقيم، و يشاهد