نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 580
زيادة و تفصيل:
ا-قد يحذف الحرف الناسخ مع معموليه أو أحدهما، و يظل ملحوظا تتجه إليه النية؛ كأنه موجود. و أكثر ما يكون الحذف فى إنّ (المكسورة الهمزة المشدّدة النون) ، و منه قول تعالى: (أَيْنَ شُرَكََائِيَ اَلَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) * بناء على أن التقدير: تزعمون أنهم شركائى. و قد تحذف مع الخبر و يبقى الاسم، و قد تحذف وحدها و يبقى اسمها و خبرها، و قد يحذف أحدهما فقط [1] ، و كل ذلك مع ملاحظة المحذوف و لا يصح شىء مما سبق إلا إذا قامت قرينة تدل على المحذوف مع عدم تأثر المعنى بالحذف، و هذه قاعدة لغوية عامة أشرنا إليها من قبل [2] ) ؛ هى جواز حذف ما لا يتأثر المعنى بحذفه. بشرط أن تقوم قرينة تدل عليه) .
و قد يجب حذف خبر «إن» إذا سدّ مسده واو المعية، نحو: إنك و خيرا، أى: إنك مع خير، أو سد مسده الحال، نحو: قول الشاعر:
إنّ اختيارك ما تبغيه ذا ثقة # باللّه مستظهرا بالحزم و الجدّ
أو مصدرا مكررا؛ نحو: إن الفائدة سيرا سيرا.
و تختص: «ليت» بالاستغناء عن معموليها، و بأحكام أخرى سبقت شروطها و تفصيلاتها فى رقم 1 من هامش ص 574.
ب-الأنسب الأخذ بالرأى القائل بجواز تعدد الخبر فى هذا الباب على الوجه الذى سبق إيضاحه فى تعدد خبر المبتدأ ص 480؛ لأن التعدد هنا و هناك أمر تشتد إليه حاجة المعنى أحيانا.
حـ-من العرب من ينصب بهذه الحروف المعمولين؛ كما تنطق الشواهد الواردة به. لكن لا يصح القياس عليها فى عصرنا؛ منعا لفوضى التعبير و الإبانة، و إنما نذكر رأيهم-كعادتنا فى نظائره-ليعرفه المتخصصون فيكشفوا به، فى غير حيرة و لا اضطراب-ما يصادفهم من شواهد قديمة وردت مطابقة له مع ابتعادهم عن محاكاتها.
[1] راجع جـ 8 من 85 من شرح المفصل. و فيه الأمثلة. و كذلك حاشية الألوسى على شرح القطر جـ 1 ص 268 و كذا فى هامش ص 603 الآتية.