فلم يؤمّن عليها و هي سورة واحدة، و هزيمته و هزيمة عمر في خيبر و عدة مواطن، و منعه فاطمة (عليها السلام) إرثها بحديث تفرّد بروايته.
المصادر:
مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي: ص 57.
78
المتن:
قال السرخسي:
... و استدلّ بعض مشايخنا بقوله (صلّى اللّه عليه و آله): إنا معاشر الأنبياء لا نورّث، ما تركناه صدقة، فقالوا: معناه ما تركنا صدقة لا يورث ذلك عنا و ليس المراد أن أموال الأنبياء (عليهم السلام) لا تورث، و قد قال اللّه تعالى: «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ»[1]، و قال تعالى: «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ». [2] فحاشا أن يتكلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بخلاف المنزل. فعلى هذا التأويل في الحديث بيان أن لزوم القوف من الأنبياء (عليهم السلام) خاصة، بناء على أن الوعد منهم كالعهد من غيرهم.
و لكن في هذا الكلام نظر؛ فقد استدلّ أبو بكر على فاطمة (عليها السلام) حين ادعت فدك بهذا الحديث، على ما روي أنها ادعت أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وهب فدك لها و أقامت رجلا و امرأة.
فقال أبو بكر: ضمّي إلى الرجل رجلا أو إلى المرأة امرأة فلما لم تجد ذلك، جعلت تقول: من يرثك؟ فقال أبو بكر: أولادي. فقالت فاطمة (عليها السلام): أ يرثك أولادك و لا أرث أنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟ فقال أبو بكر: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورّث، ما تركناه صدقة. فعرفنا أن المراد بيان أن ما تركه يكون صدقة و لا يكون ميراثا عنه.
و قد وقعت الفتنة بين الناس بسبب ذلك، فترك الاشتغال به أسلم.