بل لتنبيهها على طاعة ال * * * له و تثبيت حكمة جلّاها
ليبين اقتداره سوّاها * * * و يعبّد عبيده أنشاها
و لإعزاز دعوة الحق و الخير * * * و تبقي على المدى دعواها
و يذود العباد شرّ جحيم * * * سجّرت نقمة الإله لظاها
و إلى جنة الخلود يحاشي * * * كلّ نفس قد لازمت تقواها
النبي الأكرم و فلسفة الرسالة
و أبي المصطفى محمد عبد * * * و رسول اللّه ليس يضاهى
تلكم النفس ربها أعلاها * * * و اجتباها من قبل أن يبراها
قبل أن يبعث الأمين نبيا * * * قدّس اللّه روحه و اصطفاها
إذ توارت خلائق اللّه بالغي * * * ب و ستر الأهوال قد غطّاها
و بأقصى نهاية العدم المح * * * ض تلاقي الأعدام في أجواها
فبعر فانه مال أمور ال * * * كون من بدئها إلى منتهاها
و بما حاط بالحوادث علما * * * و المجاري التي بها أجراها
و بعرفانه المواقع مما * * * حدّدتها الأقدار من مبداها
بعث المصطفى الأمير رسولا * * * و الرسالات كلّها أنهاها
ليتمّ الأمر الحكيم و يمضي * * * حكمه للمقدّرات قضاها
و لإنفاذ ما تقدّر قدما * * * من مقادير حتمه أمضاها
فرأى الناس في الدورب حيارى * * * فرقا في مسارها و رآها
بين من يعبد الحجارة ربّا * * * أو على النار عاكفا يهواها
برغم من علمهم ينكرون ال * * * له جهلا و ضلّة و سفاها
فأنار الجليل بالمصطفى المخ * * * تار ما اشتدّ من ظلام دجاها
و قلوب في الغيّ طال بقاها * * * قد أزاح النبي بهم غواها
و عيون عشت بغمّة جهل * * * بضياء الهدى المنير جلاها
قام في الناس منذرا و بشيرا * * * و إلى الرشد و الفلاح دعاها