طاف في مجمع الزمان و ردّت * * * ثائرات القرون رجع صداها
و على ذلك الهدير استقامت * * * خطّة الدين باتّجاه هداها
و ستبقي الزهراء في كلّ عصر * * * يقتفي الثائرون نهج رآها
الثناء على اللّه
للإله العظيم حمدي تناهى * * * و له الشكر دون أن يتناهى
فلنعمائه التي لا تجازى * * * و لإلهامه النفوس هداها
و ثنائي بطيبات نعيم * * * لم نطالبه بذلها فابتداها
و بآلاء جوده سابغات * * * سائغات إلى الورى أسداها
و بما جاد من تمام عطايا * * * جمّ إعدادهنّ عن إحصاها
طال في مرقد الزمان نواها * * * و تنائى عن الجزاء مداها
و تناهى عن النهى درك نعمى * * * أبد الدهر يستمرّ عطاها
و دعاها لتستزيد نداها * * * باتصال بشكر من أولادها
و بإجزالها لهم طلب الحم * * * د و ثنّى بند بها الأشباها
أشهد اللّه أنه ليس إلا ال * * * له ربا و خالقا و إلها
وحده اللّه لا شريك لديه * * * كوّن الكون و البرايا براها
كلمة الحق و الهدى و التعالي * * * و لباب الإخلاص في مغزاها
في مطاوي القلوب وصل لقاها * * * ولدى الفكر وهجها و رؤاها
ليس عين ترى جلالة ذات * * * عجز الوصف أن يداني مداها
كلّت الألسن البليغة حتى * * * ليس تعلو لوصفه أعلاها
جلّ حتى الأوهام لا تترقّى * * * نحو أقداس كيفه أرقاها
خلق الكائنات خلق ابتداع * * * ليس من شيء قبله سوّاها
و براها بلا احتذاء مثال * * * كان من قبل أن يسوّي بناها
خلق الخلق بالمشيّة منه * * * و برى باقتداره أشياها
دون ما حاجة له و انتفاع * * * منه للصورة التي أبداها