القربى: في الأصل القرابة في الرحم. و المنزلة: المرتبة و الدرجة و لا تجمع.
و الأدنين: هم الأقربون، و اقترب أي تقارب. و قال في مجمع البيان: في اقترب زيادة مبالغة على قرب، كما أن في اقتدر زيادة مبالغة على قدر، و يمكن تصحيح تركيب البيت و تأويل معناه على وجوه:
الأول: و هو الأظهر، أن جملة «له قربى» صفة لأهل، و التنوين في «منزلة» للتعظيم، و الظرفان متعلقان بالمنزلة لما فيها من معنى الزيادة و الرجحان، و «مقترب» خبر لكل، أي ذو القرب الحقيقي، أو عند ذي الأهل، كل أهل كانت له مزيّة و زيادة على غيره من الأقربين عند اللّه تعالى.
و الثاني: تعلّق الظرفين بقولها: «مقترب»، أي كل أهل له قرب و منزلة من ذي الأهل، فهو عند اللّه تعالى مقترب مفضّل على سائر الأدنين.
و الثالث: تعلّق الظرف الأول ب «المنزلة» و الثاني ب «المقترب»، أي كل أهل اتّصف بالقربى بالرجل و بالمنزلة عند اللّه، فهو مفضّل على من هو أبعد منه.
و الرابع: أن يكون جملة: «له قربى» خبرا للكل، و «مقترب» خبرا ثانيا، و في الظرفين يجري الاحتمالات السابقة، و المعنى أن كل أهل نبيّ من الأنبياء له قرب و منزلة عند اللّه، و مفضّل على سائر الأقارب عند الأمة.
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم * * * لما مضيت و حالت دونك الترب
بدا الأمر بدوّا: ظهر و أبداه و أظهره. و النجوى: الاسم من نجوته، إذا ساورته، و نجوى صدورهم: ما أضمروه في نفوسهم من العداوة و لم يتمكّنوا من إظهاره في حياته (صلّى اللّه عليه و آله)، و في بعض النسخ: فحوى صدورهم، و فحوى القول: معناه، و المال واحد.
و قال الفيروزآبادي: التّرب و التراب و التربة: معروف، و جمع التراب: أتربة و تربان، و لم يسمع لسائرها بجمع، انتهى.