أضرعت خدك يوم أضعت حدّك؛ افترست الذباب، و افترشت التراب. ما كففت قائلا و لا أغنيت طائلا و لا خيار لي. ليتني متّ قبل هنيئتي و دون ذلّتي، عذيري اللّه منه عاديا و منك حاصبا. ويلاى في كل سارق؛ بات العمد و دهت العضد. شكواي إلى أبي و عدواي إلى ربي؛ اللهم إنك أشد قوة و حولا و أشد بأسا و تنكيلا.
فقال علي (عليه السلام): لا ويل لك بل الويل لشانئيك، نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة و بقية النبوة. فما دنيت عن ديني و لا أخطأت مقدوري. فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون، و كفيلك مأمون، و أعدّ لك أفضل مما قطع عنك. فاحتسبي اللّه. فقالت: حسبي اللّه، و أمسكت.
يقول المؤلف: هذا ما رواه عبد اللّه بن الحسن الحسني، و قد روى أجزاء الخطبة غير واحد من المحدثين في غير واحد من المصنفات.
المصادر:
1. كتاب المبين للأخباري النيشابوري، عن كتاب المنظوم و المنثور في ذكر خطب النساء (مخطوط): ص 190.
2. كتاب المنظوم و المنثور في ذكر خطب النساء و أشعارها (مخطوط)، عن مسند عبد اللّه بن الحسن.
3. مسند عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب (مخطوط).
الأسانيد:
في الكتاب المبين: قال الشيخ سعيد بن سقر في كتاب الفائق و الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب: أخبرنا إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم، قال:
حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا الزيادي محمد بن زياد، قال: حدثنا شرقي بن قطامي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، قال: حدثنا عروة، عن عائشة.