responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 198

في عرصاتكم، و اطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفا بكم؛ فألفاكم لدعوته مستجيبين، و للعزة فيه ملاحظين.

ثم استنهضكم، فوجدكم خفافا، و أحشمكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، و وردتم غير مشربكم؛ هذا و العهد قريب، و الكلم رحيب، و الجرح لمّا يندمل و الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة؟ «أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ». [1]

فهيهات منكم، و كيف بكم، و أنّى تؤفكون؟ و كتاب اللّه بين أظهركم؛ أموره ظاهرة، و أحكامه زاهرة، و أعلامه باهرة، و زواجره لائحة، و أوامره واضحة، و قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون؟ «بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا» [2]، «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ». [3]

ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، و يسلس قيادها. ثم أخذتم تورون و قدتها، و تهيّجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ، و إطفاء أنوار الدين الجليّ، و إهمال سنن النبي الصفي (صلّى اللّه عليه و آله)؛ تشربون حسوا في ارتغاء، و تمشون لأهله و ولده في الخمرة و الضراء، و يصير منكم على مثل حزّ المدى و وخز السنان في الحشاء.

و أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا؟ أ فحكم الجاهلية تبغون؟ «و من أحسن من اللّه حكما لقوم يوقنون»؟ [4] أ فلا تعلمون؟ بلى، قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته.

أيها المسلمون! أ أغلب على إرثي؟ يا ابن أبي قحافة! أ في كتاب اللّه ترث أباك و لا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريّا! أ فعلي عمد تركتم كتاب اللّه و نبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ» [5]، و قال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا اذ قال: «فَهَبْ‌


[1]. سورة التوبة: الآية 49.

[2]. سورة الكهف: الآية 50.

[3]. سورة آل عمران: الآية 85.

[4]. سورة المائدة: الآية 50.

[5]. سورة النمل: الآية 16.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست