responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 178

ثم التفتت إلى قبر أبيها و تمثّلت بأبيات صفية بنت عبد المطلب:

قد كان بعدك أنباء و هنبثة * * * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب‌

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * * * و اجتثّ أهلك مذ غيّبت و اغتصبوا

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم‌ * * * لما نأيت و حالت بيننا الكثب‌

تهجّمتنا ليال و استخفّ بنا * * * دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا

قد كنت للخلق نورا يستضاء به‌ * * * عليك تنزل من ذي العزة الكتب‌

و كان جبريل بالآيات يؤنسنا * * * فغاب عنا فكل الخير محتجب‌

فقال أبو بكر: صدقت يا بنت رسول اللّه، لقد كان أبوك بالمؤمنين رءوفا رحيما و على الكافرين عذابا أليما، و كان و اللّه إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء، و أخا ابن عمك دون الرجال؛ آثره على كل حميم و ساعده على الأمر العظيم، و أنتم عترة نبي اللّه الطيبون، و خيرته المنتجبون على طريق الجنة أدلّتنا، و أبواب الخير لسالكينا.

فأما ما سألت، فلك ما جعله أبوك و أنا مصدّق قولك، لا أظلم حقك.

و أما ما ذكرت من الميراث، فإن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورّث.

فقالت فاطمة (عليها السلام): يا سبحان اللّه! ما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال مخالفا و لا عن حكمه صادفا؛ فلقد كان يلتقط أثره و يقتفي سيره. أ فتجمعون إلى الظلامة الشنعاء و الغلبة الدهياء، اعتلالا بالكذب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و إضافة الحيف إليه؛ و لا عجب إن كان ذلك منكم و في حياته ما بغيتم له الغوائل، و ترقّبتم به الدوائر.

هذا كتاب اللّه حكم عدل و قائل فصل عن بعض أنبيائه إذ قال: «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» [1]، و فصّل في بريته الميراث مما فرض من حظّ الذكور و الأناث. فلم سوّلت لكم أنفسكم أمرا؟ فصبر جميل و اللّه المستعان على ما تصفون.


[1]. سورة مريم: الآية 6.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست