قال الأميني في بيعة علي و فاطمة (عليها السلام) لأبي بكر:
... إن ميتة الجاهلية إنما هي شر ميتة، ميتة كفر و إلحاد؛ لكن هنا دقيقة لا بد من البحث عنها و هي إن الصديقة الطاهرة المطهرة (عليها السلام) بنص الكتاب الكريم التي يغضب اللّه و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) لغضبها و يرضيان لرضاها و يؤذيهما ما يؤذيها، قضت نحبها و ليس في عنقها بيعة لمن زعموا أنه خليفة الوقت، و مثلها بعلها طيلة ستة أشهر؛ أيام حياة حليلتها، كما جاء في الصحيحين و فيهما:
كان لعلي (عليه السلام) من الناس وجه حياة فاطمة (عليها السلام)، فلما توفّيت استنكر علي (عليه السلام) وجوه الناس.
قال القرطبي في المفهم:
كان الناس يحترمون عليا (عليه السلام) في حياتهم كرامة لها (عليها السلام)، لأنها بضعة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و هو مباشر لها، فلما ماتت و هو لم يبايع أبا بكر، انصرف الناس عن ذلك الاحترام ليدخل فيما دخل فيه الناس و لا يفرّق جماعتهم ....