5. أما بالنسبة لكتب الشيخ المفيد، فقد تحدّثنا في فصل سابق عن نهجه في كتاب الإرشاد، و إنه كان يريد في كتابه هذا أن يتجنّب الأمور الحسّاسة و المثيرة، و لذا أعرض عن الدخول في تفاصيل ما جرى في السقيفة مصرّحا بذلك، و قد كان عصره بالغ الحساسية، كما فصّلناه في كتابنا: «صراع الحرية في عصر المفيد».
أما الأمالي، فهو كتاب محدود الهدف و الاتجاه و لم يكن بصدد إيراد أحداث تاريخية مستوفاة و بصورة متناسقة.
أما الاختصاص، فقد ذكر فيه تفاصيل هامة و أساسية، ينكرها المعترض نفسه أو يحاول التشكيك فيها.
على إنك قد عرفت أنه قد أورد في كل من المزار و المقنعة زيارتها (عليها السلام) المتضمّنة لقوله: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة» أو «السلام عليك أيتها البتول الشهيدة».
6. و أخيرا نقول: إنه إذا كان المقصود إن الذين باشروا إحراق البيت كانوا يريدون أن تحرق النار البيت كله بمن فيه ثم لم يتحقّق ذلك لهم، فيصح أن يقال: أرادوا أن يحرقوا أو همّوا بإحراق البيت أو ما أشبه ذلك، فلا تختلف هذه النصوص عن النصوص التي تقول: إنهم أضرموا النار فيه أو نحو ذلك.
المصادر:
مأساة الزهراء (عليه السلام): ج 1 ص 320.
143
المتن:
عن الشعبي، قال:
قال أبو بكر: يا عمر! أين خالد بن الوليد؟ قال: هو ذا. فقال: انطلقا إليهما- يعني عليا (عليه السلام) و الزبير- فأتيا بهما، فانطلقا. فدخل عمر و وقف خالد على الباب من خارج،