و قد فتحت الريح باب الكوّة التي في مشربته و هو بين رجلي امرأة. فقال أبو بكرة للنفر:
قوموا فانظروا، ثم قال: اشهدوا، ....
ثانيا: إن قصة زنا المغيرة قد كانت بعد وفاة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) بعدّة سنين، و قد حصلت بلد استحدث بعد وفاته (صلّى اللّه عليه و آله) أيضا، ليكون مركز انطلاق للجيوش التي تحارب في بلاد فارس و غيرها، و لم يكن ثمّة حروب داخلية تستدعي حذرا و تحصنا، كما كان الحال بالنسبة للمدينة حين استقبالها الدعوة الإسلامية؛ فلا يصح قياس أحدهما على الآخر.
إغلاق الباب:
و قد تكرّر التعبير ب: أغلق عنكم دونه باب، أو: أغلق عليه، أو: أغلق عليهما الباب بيده، أغلقت الباب، أغلقوا الأبواب، نغلق الأبواب. و ما شاكل في الكثير من الموارد، و نحن نذكر منها ما يلي:
1. روي عن علي (عليه السلام)، إنه قال في خطبة له: «فما قطعكم عنه (أى اللّه) حجاب و لا أغلق عنكم دونه باب».
و هذا الحديث و إن كان قد صدر عنه (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله)- ربما بعدة سنين- و لكننا ذكرناه لأننا نرى أن الأمور لم تكن قد اختلفت في تلك المدة الوجيزة، و لا سيما و إن المستدل بقصة زنا المغيرة- حسبما ذكرناه آنفا- يدرك أن ما استدل به إنما وقع بعد وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بعدة سنين أيضا.
2. جاء في حديث تزويج فاطمة عليا (عليه السلام): إنه (صلّى اللّه عليه و آله) أمرهما أن يقوما إلى بيتهما، ثم دعا لهما، ثم قام فأغلق عليه بابه ....