و قوله لعلي قالها عمر * * * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرّقت دارك لا أبقى عليك بها * * * إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
على أنه قد مرّ علينا قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
أقول هنا: هل غاب هذا الحديث عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أم نسيته؟! لا أعتقد أنه غاب عنها، كما لا أعتقد أنها تنسي، لأنها بضعة من الحبيب المصطفى (صلّى اللّه عليه و آله) الذي خاطبه الحق بقوله: «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى». [1]
فضلا عن أنها معصومة، و المعصوم لا يجوز عليه النسيان و لا الخطاء.
إن هذا الحديث موجود في صحيح البخاري، كما هو موجود في صحاح المسلمين جمعاء، و كذلك نقرأ في الكافى و من لا يحضره الفقيه و الاستبصار و كتاب التهذيب، كما نقرأ نفس الحديث في البحار و وسائل الشيعة، و في كتب الأدب و التفسير و التاريخ؛ إنه حديث متّفق عليه بين المذاهب الإسلامية كافة.
و إذا كان الأمر كذلك، فمن هو إمام زمان فاطمة (عليها السلام)، من إمام زمانها؟ هل هو أبو بكر؟! و إذا كان أبو بكر هو إمام الزمان آنذاك، فكيف يقول البخاري: ماتت فاطمة (عليها السلام) و هي واجدة- أي غاضبة- على أبي بكر و عمر، و البخاري نفسه يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «إن اللّه ليغضب لغضب فاطمة (عليها السلام) و يرضى لرضاها». فإن التي يغضب اللّه لغضبها لا تكون إلا معصومة مؤيّدة من اللّه سبحانه و تعالى و هو كذلك.
ففاطمة (عليها السلام) هي الحوراء الإنسية و هي بضعة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و هي سيدة نساء العالمين، و غضبها على أبي بكر يؤكّد خروج أبي بكر من دائرة الخلافة، كما يؤكّد أنه إنما انتزع قميص الخلافة من صاحبه الشرعي المنصوص عليه من قبل اللّه، و هو الإمام علي أمير المؤمنين- عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام- قد أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى هذه الحقيقة في خطبته الشقشقية بقوله: