قال الأميني في قصة السقيفة و انتصاب أبي بكر و الغلو في أبي بكر في جده و شأنه:
لا يهمّنا البحث عن هذه كلها بعد ما سمعت أذن الدنيا حديث السقيفة، مجتمع الثويلة، و قرطت بنبإ تلك الصاخة الكبرى و التمارش العظيم بين المهاجرين و الأنصار؛ «إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ. لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ. خافِضَةٌ رافِعَةٌ». [1]
ما عساني أن أقول؟ و التاريخ بين يدي الباحث يدرّسه بأن كل رجل من سواد الناس يوم ذاك كان يرى الفوز و السلامة لنفسه في عدم التحزّب بأحد من تلكم الأحزاب المتكثرة ...، بعد ما رأى الرجل عمر بن الخطاب محتجرا يهرول بين يدى أبي بكر و قد نبر حتى أزبد شدقاه ....
و بعد ما بصر مقدادا ذلك الرجل العظيم و هو يدفع في صدره، أو نظر إلى الحباب بن المنذر و هو يحطم أنفه و تضرب يده، أو إلى اللائذين بدار النبوة، مأمن الأمة و بيت شرفها؛ بيت فاطمة و علي (عليهما السلام)، و قد لحقهم الإرهاب و الترعيد، و بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب و قال لهم: إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل عمر بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة (عليها السلام) فقالت:
يا ابن الخطاب! أ جئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة.
بعد ما رأى هجوم رجال الحزب السياسي دار أهل الوحي و كشف بيت فاطمة (عليها السلام) و قد علت عقيرة قائدهم بعد ما دعا بالحطب: و اللّه لتحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة، أو لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فيقال للرجل: إن فيها فاطمة (عليها السلام)!؟