رأيت في منامي المهدي- عجّل اللّه تعالى فرجه- ليلة الغدير حزينا باكيا، فجئت إليه و سلّمت عليه و قبّلت يديه و كأنه يفكر، فقلت: يا سيدي! إن هذه أيام فرح و سرور بعيد الغدير و أراك حزينا تبكي!؟ فقال: ذكرت أمي الزهراء (عليها السلام) و حزنها، ثم أنشد يقول:
لا تراني اتخذت لا و علاها * * * بعد بيت الأحزان بيت سرور
قال السيد باقر: فانتبهت من نومي و نظّمت قصيدة في أحوال الغدير و ذكرت الزهراء (عليها السلام)، و ذكرت بيته (عليه السلام) و ضمّنتها، و هي هذه:
كل غدر و قول إفك و زور * * * هو فرع عن جحد نص الغدير
يوم أوحى الجليل يأمر طه * * * و هو سار أن مر بترك المسير
ثم بلّغهم و إلا فما بلّغت * * * وحيا عن اللطيف الخبير
و دعا و الملأ حضور جميعا * * * غيّب اللّه رشدهم من حضور
هو مولى لكل من كنت مولا * * * ه من اللّه في جميع الأمور
نبذوا العهد و الكتاب و ما جا * * * ء به في الوصي خلف الظهور
عدلوا عن أبي الهداة الميا * * * مين إلى بيعة الأثيم الكفور
قدّموا الرجس بالولاية للأمر * * * على أهل آية التطهير
لست تدري ما صدر فاطمة، ما المس * * * مار، ما حال ضلعها المكسور
لست تدري لم أحرقوا الباب بالنا * * * ر، أرادوا إطفاء ذاك النور
ما سقوط الجنين، ما حمرة العين * * * و ما بال قرطها المنثور
دخلوا الدار و هي حسرى بمرأى * * * من على ذاك إلا بي الغيور
و استداروا بغيا على أسد اللّه * * * فأضحى يقاد قود البعير
و البتول الزهراء في أثرهم تع * * * ثر في ذيل بردها المجرور