تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا»[1]، و قال: «فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ»[2]، و قال: «لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ». [3]
و قد قضى اللّه على موسى و هو مع قومه يريهم الآيات و النذر، ثم مرّوا على قوم يعبدون أصناما؛ «قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ». [4]
فاستخلف موسى هارون، فنصبوا عجلا جسدا له خوار، فقالوا: هذا إلهكم و إله موسى، و تركوا هارون، فقال: يا قوم! إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري.
قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى. فضرب لكم أمثالهم و بيّن لكم كيف صنع بهم.
و قال إن نبي اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي (عليه السلام) مولاه، و قال: إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، و كان صاحب راية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في المواطن كلها، و كان معه في المسجد يدخله على كل حال، و كان أول الناس إيمانا به، فلما قبض نبي اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كان الذي كان، لما قد قضى من الاختلاف، و عمد عمر فبايع أبا بكر و لم يدفن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعد.
فلما رأى ذلك علي (عليه السلام) و رأى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشي أن يفتتن الناس. ففرغ إلى كتاب اللّه و أخذ يجمعه في مصحف فأرسل أبو بكر إليه أن تعالي فبايع. فقال علي (عليه السلام): لا أخرج حتى أجمع القرآن. فأرسل إليه مرة أخرى فقال: لا أخرج حتى أفرغ.
فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا يقال له قنفذ. فقامت فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) تحول بينه و بين علي (عليه السلام) فضربها. فانطلق قنفذ و ليس معه علي (عليه السلام)، فخشي أن يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته. ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي (عليه السلام) بيته و على فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام). فلما رأى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.