لا يمكن تحديد نطاق بركة الزهراء (عليها السلام) في الدنيا و الآخرة، لأنّه يبلغ حدا يفوق تصور البشرية. و من بركاتها في الدنيا إنجابها للأئمة المعصومين الذين هم الهداة إلى الحق و حجج اللّه على البرية، و من بركاتها يوم القيامة شفاعتها الكبرى لشيعتها و محبيها في المواقف الحرجة و المتأزمة.
3. بكاؤها
بلغ بكاء الزهراء (عليها السلام) الحد الذي عدّت من البكائين الخمس في العالم، و بلغ بكاؤها الحد الذي اشتكى من كثرته أهل المدينة عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكانت تلتجئ إلى بعض الأمكنة لتذرف دموعها المتدفقة من قلبها الحزين و المنكسر هناك. فانتقلت من بيتها إلى أرض أحد عند قبر حمزة بن عبد المطلب، و من هناك إلى البقيع في ظل شجرة السدر حتى قطعها خصمها، فانتقلت إلى خارج البقيع في مكان يدعى «بيت الأحزان».
4. جودها و كرمها
بلغ كرم الزهراء وجودها حد الايثار، و تجلى ذلك في مواقف عديدة منها تصدّقها بقميص زفافها للسائل، و إعطاؤها عقدها للأعرابي و ستار دارها مع حلّيها للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) ليوزعها بين الفقراء، و منها بذلها طعام إفطارها للمسكين و اليتيم و الأسير بحيث بقيت ثلاثة أيام من دون أن تتناول شيئا من الطعام.
5. حياؤها و عفافها
كانت الزهراء (عليها السلام) شديدة الحياء و العفة، و من نماذج ذلك أنها لم تتمكن من التكلم في محضر أبيها عند ما أخبرها بقدوم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى خطبتها. و من شدة حيائها أنها عثرت ليلة زفافها بعتبة الباب. و روي أن أعمى استأذن على فاطمة فتحجبت استحياء منه عند محضره، كما أنها استحيت أن تطلب من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) خادما لها. و أنها من شدة حيائها لم تطلب من الإمام علي (عليه السلام) شيئا طيلة فترة حياتهما الزوجية المشتركة، و جاء أبوها أحد الأيام إلى دارها فاستحيت أن تخبر بعلها الإمام على (عليه السلام) بعدم وجود طعام في البيت، فأرسل اللّه إليهم طعاما من الجنة.