responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 64

و تصدق حكيم بن حزام بالمائة ألف، فقيل له: بعت مكرمة قريش.

فقال: قد أذهب الإسلام مكارم الجاهلية، و قد اشتريت من اللّه دارا في الجنة بثمنها [1].

و عاش في الجاهلية ستين سنة و في الإسلام ستين سنة، و لمّا حصر مشركوا قريش بني هاشم في الشعب، كان حكيم يأتي بالعير تأتيه من الشام عليها الحنطة إلى الشعب فيدفعها إليهم.

و حضر بدرا مع المشركين فنصح لعتبة بن ربيعة في أن ينصرف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: انطلق إلى أبي جهل فإن انصرف انصرفت.

فانطلق إليه فذكر له ذلك و أبلغه قول عتبة، فقال: أ ما وجد رسولا غيرك؟

قال: لا، و لم أكن لأكون رسولا لغيره و لا له إلّا في مثل هذا.

فقتل أبو جهل و عتبة يومئذ، و نجا حكيم فيمن نجا، و أسلم يوم فتح مكة، و كان قبل ذلك يراسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و اشترى حلة ذي يزن بثلاثمائة دينار و أهداها إليه، فردها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لم يقبلها، فباعها فاشتراها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلبسها ثم كساها أسامة بن زيد، فرآها عليه حكيم بعد أن أسلم فقال له: هنيئا يا أسامة عليك حلة ذي يزن.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «قل له: و لم لا ألبسها و أنا خير من ذي يزن و أبي خير من أبيه» [2] يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كان قد تبنّاه، فبمثل هذه الأفعال الجميلة تعد لمن عملها في جاهلية كانت أو في إسلام.


[1]- تاريخ دمشق: 15/ 120، تهذيب التهذيب: 2/ 385، اسد الغابة: 2/ 41، البداية و النهاية: 8/ 75.

[2]- المعجم الكبير: 3/ 202 ح 3125، تاريخ دمشق: 15/ 101.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست