responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 4  صفحه : 93

وَ خَوِّفُوا أَهْلَ الْمَعْصِيَةِ فَمَا زَالَ النَّاسُ يَتَفَرَّقُونَ حَتَّى أَمْسَى مُسْلِمٌ وَ مَا مَعَهُ إِلَّا ثَلَاثُونَ نَفْساً فَلَمَّا صَلَّى الْمَغْرِبَ مَا رَأَى أَحَداً فَبَقِيَ فِي أَزِقَّةِ[1] كِنْدَةَ مُتَحَيِّراً فَمَشَى حَتَّى أَتَى إِلَى بَابِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا طَوْعَةُ كَانَتْ أُمَّ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ فَتَزَوَّجَهَا أُسَيْدٌ الْحَضْرَمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ بِلَالًا وَ كَانَ بِلَالٌ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ وَ أُمُّهُ قَائِمَةٌ تَنْتَظِرُهُ فَقَالَ لَهَا مُسْلِمٌ يَا أَمَةَ اللَّهِ اسْقِينِي فَسَقَتْهُ وَ جَلَسَ فَقَالَتْ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَسَكَتَ ثُمَّ عَادَتْ فَسَكَتَ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُمْ إِلَى أَهْلِكَ فَقَالَ مَا لِي فِي هَذَا الْمِصْرِ مَنْزِلٌ وَ لَا عَشِيرَةٌ قَالَتْ فَلَعَلَّكَ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ فَآوَتْهُ فَلَمَّا دَخَلَ بِلَالٌ عَلَى أُمِّهِ وَقَفَ عَلَى الْحَالِ وَ نَامَ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَذَّنَ مُنَادٍ مَنْ دَلَّ عَلَى مُسْلِمٍ فَلَهُ دِيَتُهُ وَ بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِنْ رَجُلٍ وَجَدْنَاهُ فِي دَارِهِ فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَثِ فَأَخْبَرَهُ بِمَكَانِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ عِنْدَهُ فَأَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ دَنَا مِنْ أَبِيهِ وَ سَارَّهُ فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ مَا يَقُولُ ابْنُكَ فَقَالَ يَقُولُ ابْنُ عَقِيلٍ فِي دَارٍ مِنْ دُورِنَا فَأَنْفَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَمْرَو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيَّ وَ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا حَتَّى أَطَافُوا بِالدَّارِ فَحَمَلَ مُسْلِمٌ عَلَيْهِمْ وَ هُوَ يَقُولُ‌

هُوَ الْمَوْتُ فَاصْنَعْ وَيْكَ مَا أَنْتَ صَانِعٌ‌

فَأَنْتَ بِكَأْسِ الْمَوْتِ لَا شَكَّ جَارِعٌ‌

فَصَبِّرْ لِأَمْرِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ‌

فَحُكْمُ قَضَاءِ اللَّهِ فِي الْخَلْقِ ذَائِعٌ‌

فَقَتَلَ مِنْهُمْ وَاحِداً وَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَأَنْفَذَ ابْنُ زِيَادٍ اللَّائِمَةَ إِلَى ابْنِ الْأَشْعَثِ فَقَالَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى أَسَدٍ ضَرْغَامٍ وَ سَيْفٍ حُسَامٍ فِي كَفِّ بَطَلٍ هُمَامٍ مِنْ آلِ خَيْرِ الْأَنَامِ قَالَ وَيْحَكَ ابْنُ عَقِيلٍ لَكَ الْأَمَانُ وَ هُوَ يَقُولُ لَا حَاجَةَ لِي فِي أَمَانِ الْفَجَرَةِ وَ هُوَ يَرْتَجِزُ

أَقْسَمْتُ لَا أُقْتَلُ إِلَّا حُرّاً

وَ إِنْ رَأَيْتُ الْمَوْتِ شَيْئاً نُكْراً

أَكْرَهُ أَنْ أُخْدَعَ أَوْ أُغَرَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَوْماً يُلَاقِي شَرّاً

أَضْرِبُكُمْ وَ لَا أَخَافُ ضَرّاً

ضَرْبَ غُلَامٍ قَطُّ لَمْ يَفِرَّا

فَضَرَبُوهُ بِالسِّهَامِ وَ الْأَحْجَارِ حَتَّى عَيِيَ وَ اسْتَنَدَ حَائِطاً فَقَالَ مَا لَكُمْ تَرْمُونِي بِالْأَحْجَارِ كَمَا تُرْمَى الْكُفَّارُ وَ إِنَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْأَنْبِيَاءِ الْأَبْرَارِ أَ لَا تَرْعَوْنَ حَقَّ رَسُولِ اللَّهِ فِي ذُرِّيَّتِهِ فَقَالَ ابْنُ الْأَشْعَثِ لَا تَقْتُلْ نَفْسَكَ وَ أَنْتَ فِي ذِمَّتِي قَالَ أُؤسَرُ وَ بِي طَاقَةٌ لَا


[1] الازقة جمع الزقاق بالضم: السكة.

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه نویسنده : ابن شهرآشوب    جلد : 4  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست