نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 964
(1) صلّى اللّه عليه و سلّم، فلمّا رآهم سلّم عليهم و ترك الرّكاب عندهم، و خرج يشتدّ، يبشّر النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )بقدومهم، حتى انتهى إلى باب المسجد فيلقى أبا بكر الصدّيق رضى اللّه عنه فأخبره خبر قومه، فقال أبو بكر: أقسمت باللّه عليك لا تسبقني إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بخبرهم حتى أكون أنا أخبره- و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قد ذكرهم ببعض الذكر- فأبشّره بمقدمهم. فدخل أبو بكر رضى اللّه عنه على النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأخبره و المغيرة على الباب،
ثم خرج إلى المغيرة فدخل المغيرة على النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )و هو مسرور، فقال:
يا رسول اللّه، قد قدم قومي يريدون الدخول فى الإسلام بأن تشرط لهم شروطا، و يكتبون كتابا على من وراءهم من قومهم و بلادهم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا يسألون شرطا و لا كتابا أعطيته أحدا من الناس إلّا أعطيتهم، فبشّرهم! فخرج المغيرة راجعا فخبّرهم ما قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و بشّرهم و علّمهم كيف يحيّون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكلّ ما أمرهم المغيرة فعلوا إلّا التحيّة، فإنّهم قالوا: أنعم صباحا! و دخلوا المسجد فقال الناس: يا رسول اللّه، يدخلون المسجد و هم مشركون؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّ الأرض لا ينجّسها شيء! و قال المغيرة بن شعبة: يا رسول اللّه، أنزل قومي علىّ، و أكرمهم، فإنّى حديث الجرم فيهم. فقال: لا آمنك أن تكرم قومك.
و كان جرم المغيرة أنّه خرج فى ثلاثة عشر رجلا من بنى مالك، فقدموا على المقوقس فحيّا بنى مالك و جفاه و هو من الأحلاف، و كان معه رجلان الشّريد و دمّون، فلمّا كانوا بسباق [1] وضعوا شرابا لهم فسقاهم المغيرة بيده،
[1] سباق: واد بالدهناء، و يروى أيضا بكسر السين. (معجم البلدان، ج 5، ص 26).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 964