نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 965
(1) فجعل يخفّف عن نفسه و ينزع [1] لبنى مالك حتى ثملوا و ناموا، فلمّا ناموا وثب إليهم ليقتلهم، فشرد الشّريد منهم ليلتئذ، و فرق دمّون أن يكون هذا سكرا منه فتغيّب، فجعل يصيح: يا دمّون! يا دمّون! فلا دمّون، فجعل يبكى، و خاف أن يكون قتله بعضهم، فطلع دمّون فقال:
أين كنت؟ قال: تغيّبت حين رأيتك صنعت ببني مالك ما صنعت، فخشيت أن يكون ذلك ذهاب عقل. قال: إنما صنعت ذلك بهم لما حيّاهم المقوقس و جفاني. ثم أقبل بأموالهم حتى أتى بها النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فأخبره الخبر،
فقال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: اخمس هذه الأموال.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لسنا نغدر، و لا ينبغي لنا الغدر! فأبى أن يخمس أموالهم.
و أنزل المغيرة ثقيفا فى داره بالبقيع، و هي خطّة خطّها النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )له، فأمر النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )بخيمات ثلاث من جريد فضربت فى المسجد، فكانوا يسمعون القراءة باللّيل و تهجّد أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و ينظرون إلى الصّفوف فى الصّلاة المكتوبة، و يرجعون إلى منزل المغيرة فيطعمون و يتوضّأون، و يكونون فيه ما أرادوا، و هم يختلفون إلى المسجد. و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يجرى لهم الضّيافة فى دار المغيرة، و كانوا [2] يسمعون خطبة النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فلا يسمعونه يذكر نفسه، فقالوا: أمرنا بالتشهّد أنّه رسول اللّه و لا يشهد به فى خطبته! فلمّا بلغ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قولهم قال: أنا أوّل
____________
[1] أى يسقيهم. و أصل النزع الجذب و القلع. (النهاية، ج 4، ص 137).