نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 907
(1) جماعتنا فى كلّ وجه، و جعلت الرّعدة تسحقنا حتى لحقنا بعلياء بلادنا، فإن كان ليحكى عنّا الكلام ما كنّا ندري به، ممّا كان بنا من الرّعب، فقذف اللّه الإسلام فى قلوبنا.
و كانت راية الأحلاف من ثقيف مع قارب بن الأسود بن مسعود، فلمّا انهزم الناس أسند رايته إلى شجرة و هرب هو و بنو عمّه من الأحلاف، فلم يقتل منهم إلّا رجلان، من بنى غيرة [1]، وهب و اللّجلاج [2]. و
قال النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )حين بلغه قتل اللّجلاج: قتل اليوم سيّد شبّان ثقيف، إلّا ما كان من ابن هنيدة. و كانت راية بنى مالك مع ذى الخمار، فلمّا انهزمت هوازن تبعهم المسلمون، و يستحصى القتلى [3] من ثقيف ببني مالك، فقتل منهم قريب من مائة رجل تحت رايتهم، فيهم عثمان بن عبد اللّه، فقاتل بها مليّا، و جعل يحثّ ثقيفا و هوازن على القتال حتى قتل، و كان اللّجلاج رجلا من بنى كنّة. و قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لأخى بنى كنّة:
هذا سيّد شبّان كنّة إلّا ابن هنيدة- الحارث بن عبد اللّه بن يعمر بن إياس ابن أوس بن ربيعة بن الحارث، و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يضحك. و كانت كنّة امرأة من غامد يمانيّة قد ولدت فى قبائل العرب و كانت أمة، فأعتق الحارث كلّ مملوك من بنى كنّة، فقال له عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه فى خلافته: أ يسرّك أنّ أهل بيت عامر بن الطّفيل و علقمة بن علاثة مكان كنّة؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لوددت أنّ ذلك
____________
[1] فى الأصل: «بنو عره»، و ما أثبتناه عن ابن سعد. (الطبقات، ج 5، ص 377).
و عن ابن إسحاق أيضا. (السيرة النبوية، ج 4، ص 93).
[2] هكذا فى الأصل. و فى ابن إسحاق: «الجلاح». (السيرة النبوية، ج 4، ص 93).