نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 847
(1) و أغلقت علىّ بابى، و أرسلت إلى ابني عبد اللّه بن سهيل أن أطلب لى جوارا من محمّد، و إنى لا آمن أن أقتل. و جعلت أتذكّر أثرى عند محمّد و أصحابه، فليس أحد أسوأ أثرا منّى، و إنى لقيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يوم الحديبية بما لم يلقه أحد، و كنت الذي كاتبته، مع حضورى بدرا و أحدا، و كلّما تحرّكت قريش كنت فيها. فذهب عبد اللّه بن سهيل إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فقال: يا رسول اللّه، تؤمّنه؟ فقال: نعم، هو آمن بأمان اللّه، فليظهر! ثم قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لمن حوله: من لقى سهيل بن عمرو فلا يشد النّظر إليه، فليخرج، فلعمرى إنّ سهيلا له عقل و شرف، و ما مثل سهيل جهل الإسلام، و لقد رأى ما كان يوضع فيه أنه لم يكن له بنافع!
فخرج عبد اللّه إلى أبيه فأخبره بمقالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال سهيل: كان و اللّه برّا، صغيرا و كبيرا! فكان سهيل يقبل و يدبر، و خرج إلى حنين مع النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )و هو على شركة حتى أسلم بالجعرّانة.
و هرب هبيرة بن أبى وهب- و هو يومئذ زوج أمّ هاني بنت أبى طالب- هو و ابن الزّبعرى جميعا حتى انتهى إلى نجران، فلم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران، فقيل لهما: ما وراءكما؟ قالا: أمّا قريش فقد قتلت، و دخل محمّد مكّة، و نحن و اللّه نرى أن محمّدا سائر إلى حصنكم هذا! فجعلت بلحارث و كعب يصلحون ما رثّ من حصنهم، و جمعوا ماشيتهم، فأرسل حسّان بن ثابت أبياتا يريد بها ابن الزّبعرى، أنشدنيها ابن أبى الزّناد:
لا تعدمن [1] رجلا أحلّك بغضه * * * نجران فى عيش أحذّ [2] لئيم
[1] فى الأصل: «لا بعد من»، و ما أثبتناه عن ابن إسحاق. (السيرة النبوية، ج 4، ص 60).
[2] الأحذ: هو القليل المنقطع. و من رواه أجد فمعناه منقطع أيضا، و قد يجوز أن يكون معناه:
فى عيش لئيم جدّا. (شرح أبى ذر، ص 373).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 847