نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 830
(1) عليه و سلّم. قالت: فكفّ عنّى و أسفر عن وجهه، فإذا علىّ (عليه السلام)، فقلت: أخى! فاعتنقته و سلّمت عليه، و نظر إليهما فشهر السيف عليهما.
قلت: أخى من بين الناس يصنع بى هذا! قالت: و ألقيت عليهما ثوبا، و قال: تجيرين المشركين؟ و حلت دونهما فقلت: و اللّه لتبدأنّ بى قبلهما! قالت: فخرج و لم يكد، فأغلقت عليهما بيتا، و قلت: لا تخافا!
قال: فحدّثنى ابن أبى ذئب، عن المقبرىّ، عن أبى مرّة مولى عقيل، عن أمّ هانئ، قالت: فذهبت إلى خباء رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بالبطحاء فلم أجده، و وجدت فيه فاطمة فقلت: ما ذا لقيت من ابن أمّى علىّ؟ أجرت حموين لى من المشركين فتفلّت عليهما ليقتلهما! قالت:
فكانت أشدّ علىّ من زوجها و قالت: تجيرين المشركين؟ قالت: إلى أن طلع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و عليه رهجة [1] الغبار، فقال: مرحبا بفاختة [2] أمّ هانئ! و عليه ثوب واحد، فقلت: ما ذا لقيت من ابن أمى علىّ؟ ما كدت أنفلت منه أجرت حموين لى من المشركين فتفلّت عليهما ليقتلهما! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ما كان ذاك، قد أمنّا من أمّنت، و أجرنا من أجرت. ثم أمر فاطمة فسكبت له غسلا فاغتسل، ثم صلّى ثمان ركعات فى ثوب واحد ملتحفا به، و ذلك ضحى فى فتح مكّة.
قالوا: قالت: فرجعت إليهما فأخبرتهما و قلت لهما: إن شئتما فأقيما و إن شئتما فارجعا إلى منازلكما. قالت: فأقاما عندي يومين فى منزلي، ثم انصرفا إلى منازلهما. قالت: فكنت أكون مع النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى خبائه بالأبطح حتى خرج إلى حنين. قالت: فأتى آت إلى رسول اللّه صلّى
____________
[1] الرهجة: آثار الغبار. (القاموس المحيط، ج 1، ص 191).
[2] فى الأصل: «بناجية أم هانئ»، و ما أثبتناه عن ابن سعد. (الطبقات، ج 8، ص 32).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 830